راي

مزمل صديق يكتب ….مأساة مزارعى مشروع الجزيرة والمناقل بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

مأساة مزارعى مشروع الجزيرة والمناقل

كتب/مزمل صديق

 

* (ازمة الضمير الوطنى ) أوردت البلاد مورد الهلاك ، خاصة مشروع الجزيرة والمناقل الذى اصبح حقلا لتجارب الفشل الادارى ، مما جعل مهنة الزراعة (معشوقة المزارعين سابقا) من المهن الطاردة نتيجة للسياسات العبثية والتدخلات السافرة فى امر المشروع العملاق ، كان آخرها اختيار ممثلى المزارعين فى مجلس إدارة لم يعلن عن تكوينه فى مسرحية دبرت بليل وكان الامر لا يعنى اهل الشأن المكتوين بالنار مزارعى المشروع الغيش، على ما يبدو أن المخطط التدميري الممنهج نحو المشروع يسير على قدم وساق .

* طيلة المواسم السابقة ظل المشروع فى حالة ترنح وتوهان، كأن الدولة لا يعنيها امر المشروع ومزارعيه الذين اكتووا بنيران اللامبالاة من القيادات العليا ، خسارات متلاحقة واعسار فاق حد التصور وملاحقة من البنوك كأن المزارع من مجرمى الحرب ، الان يطل الموسم الشتوى ولا حياة لمن تنادي وكل يغنى على ليلاه سوى ممارسات لم تتعد حد الوصف السياسي فقط .

* الزراعة (تمويل ومواقيت) ولكن نقولها بصريح العبارة لولا شركة ابونوة وما قدمته فى الموسم الشتوى السابق لكان الموسم صفريا بكل ما تحمل الكلمة ، فالتمويل اصبح هاجسا يؤرق مضاجع المزارع البسيط منذ اعلان الدولة رفع يدها عنه ، فالاستعداد والتحضير المبكر من ابرز ملامح نجاح الموسم ولكن فى ظل غياب الدولة الكامل والارتفاع الجنونى فى المحروقات يظل الموسم فى خبر كان الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا.

* ظلت قضية مشروع الجزيرة الحلقة الابرز فى تصريحات المسؤولين حتى ارهقت عبارة سنعيده سيرته الاولى ولكن ( بالمقلوب) كما يقال.

* استوقفتنى عدة نقاط جوهرية فى الموسم الصيفى الحالى ابرزها الخبر التالى : انعقد بمدينة الحوش اجتماع لمزارعي القسم ضم كل تفاتيش القسم وذلك لمناقشة بعض الأمور التي تهم المزارعيين و كان في مقدمتها إجماع الحضور برفض الرسوم المقررة لهذا الموسم والتي تم تحديدها 15 الف للإدارة و 10 الف إلى الري لما فيه ظلم كبير وهي فوق طاقة المزارع و قد كانت الأسباب التي تسند ذلك الرفض ومنها :ارتفاع تكاليف الزراعه من تحضير ومدخلات مع انخفاض أسعار المحصول….تأخر انسياب مياه الري في القنوات مما أدى إلى تأخر الزراعه وتجاوز المواقيت مما سيؤدي إلى تقليل الإنتاج…..كثير من المزارعين دفعوا من عندهم وقاموا بتأجير كراكات لحفر الترع بعد أن عجز الري عدم تقديم أي دعم…تم ري مساحات كبيرة بالطلمبات لانخفاض المناسيب وهذا يزيد التكلفة…ظهور آفات ولم تجد المكافحة خاصة الطيور والتي قضت على مساحات بنسب متفاوتة.

خرج البعض من دائرة الإنتاج بسبب العطش وعدم وصول مياه الري إليهم….تمت الزراعة بدون حفر ابوعشرين بعد أن انسحبت الإدارة من تعهدها بتمويل الحفر في وقت حرج وهو بداية الزراعة. مما أدى لعدم وصول مياه الري للكثير مع هدر للمياه.

وكل ذلك مع غياب تام للإدارة والتي لا يظهر موظفيها الا عند الحصاد للتحصيل دون تقديم أي خدمات مقابل ما يطلبوه..كذلك غياب عمليات الري وكان الرد من المهندسين وقتها ( ما عندنا ليكم شئ). من الواضح أن الخبر لخص جملة من القضايا التى يعانى منها مزارع مشروع الجزيرة مع الغياب التام للدولة ، مما يعنى فشل الموسم الشتوى لا محالة وبكل المقاييس وحسابات المنطق ، فإلى متى تستمر مأساة مزارعى مشروع الجزيرة والمناقل فما عادت تصريحات المسؤولين تسمن ولا تغنى من جوع ، وفى البال وعود والى الجزيرة المكلف فى الموسم السابق بمنطقة ابراهيم عبدالله حينما وعد بشراء المنتج من محصول القمح

 

(ربنا يقويكم).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى