راي

د/ عبدالرحمن عيسي يكتب ….همسات في أذن والي الجزيرة بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

همسات في أذن والي الجزيرة

✍🏻 د. عبدالرحمن عيسى

كُتب الأحلام كثيرة، وتفاسيرها متباينة حد الريبة والشك، ولكن ما رأيته بالأمس في المنام ، أظنه هول عظيم إن صدق،، وحتماً لا أدعي النبوة أو الصلاح لتأكيد هذه الرؤية، فقد إنقضى عهد النبوءة،، أما الصلاح فهو أمر قسمه علماء المسلمين إلى ثلاث؛
صالح يعرف أنه صالح ، وله كرامات بائنة يعلمها من حوله ويشهدوا له بالصلاح…
صالح ثاني هو الوحيد الذي يعرف نفسه من بعد الله، ولا يعلمه أحد…
صالح ثالث،لايعلم حتى هو أنه صالح، ولا يعرف صلاحه إلا الله وحده..
وكله بعلم الواحد الأحد بلا شك.

سعادة الوالي الموقر؛ ما أريد أن أهمس لك به في أذنك ليس بسر من الأسرار، ولكنه واقع مُعاش لا تُنكره الأعين الغرابة الوحيدة به أنه جاء في رؤية منامية وأنا في تمام الطهارة، ومكتمل الفرائض والسنن!!!

 

إن كنت مُصدق أو مُكذب فلقد رأيتك في منامي وأنت محمول إلى مثواك الأخير، وحول وداعك كثيرين ولكنهم قلة!!!
نعم ربما نسمع في بعض الخرافات أن مثل هذه الرؤى تعمل على إطالة عمر الإنسان، ولكن إلى متى؟

سألت الحضور، وقد كان الجمع غفير يكاد يُطوق سكنكم بجانب القصر،، ماذا هناك فأجابني قلة؛ اولا تعلم،، الوالي ماااات،، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،، هو ياناس إنتوا كذابين، مات كيف؟ والكتلو منو؟ وهو في والي بموت؟

إنتو ياناس كفرتوا ولا شنو؟ كيف مابموت،، ما خلقو الله زينا؟ لا بالحيل!! إلا دي عملها كيف، لأنو ولاتنا ديل ما قاعدين يموتوا بأخوي وأخوك!! كما عصرونا وطلعوا زيتنا، وقرضوا نصنا ما بفوتوا!!
يازول برك المات،، هو كان ساويلنا شنو غير الوعود الفاضية ،، أي والله،، ايا ناس إذكروا محاسن موتاكم،، أها لكن فتشنا لي حسنة مالقيناها ليهو،، غايتو خليناه مع الخلقو، مخير فيه،، إلا كمان ياناس والله الزول دا كويس بس اولاد الحرام ما خلوهو،، اصلآ ديل بنعرفهم أي والي يجي البلد دي يلتفوا حولوا، ولو سماحتوا تنقط عسل برضو بخربوا،، أها دحين هسي بمشوا معاهو قبرو وبدخل معاهو لاجوة؟؟

كل ما سبق ويذيد كان لغط سائد حول المنزل،، ومن ثم وبعد فترة تم إخراج النعش، وقد كان في تمام زينته التي ترتقي لوداعكم الأخير..

 

اختلف المشيعيين ما بين حمل الجثمان على الأكتاف في موكب مهيب،، وبين أن يحمل على إحدى المركبات الفارهة التي تم اعدادها خصيصاً لحمل النعش،،، وقد استقر الحال على حمل الجثمان على الأكتاف ليجوبوا به طرقات المدينة حتى بلوغه مرقده طلباً للرحمة، فكانت التحايا العسكرية الواجبة من كل جندي مررنا به،، وكذلك كثير من الدموع زُرفت من المقربين وبعض وجهاء المدينة الذين كانوا يجوبون مابين القصر وأبواب أمانة الحكومة لحظة حياتكم!!

اعترض مسار موكب التشييع، مكبات النفايات العشوائية، وأحياناً كثيرة تكدس الباعة الجائلين، واذدحام المركبات بالرغم من اجتهادات اهل الشأن في تنظيف الطريق،،

كان المتسولين وأطفال الشوارع المظلومين ينظرون إلى النعش نظرة صادقة، وكأنه لا شيئ، وهناك بعض التجار السماسرة المستفيدين يتهامسون في ضجر لأن أوراق سرقتهم حقوق بسطاء المجتمع لم تُعتمد…

 

أخيراً بلغ النعش المقصد وكان الجمع غفير ومكان الصلاة لم يسع الحضور، والجميع يحاول أن يكون بجانبكم في الصلاة عليكم، عسى ولعل أن تُدركه إحدى لقطات كاميرات اعلامكم!!

 

جاء الإمتحان الحقيقي عند ادخالكم إلى اللحد،، وهنا دخل إلى اللحد من كانوا حولكم في حياتكم، وقد كان الأمر في غاية الدهشة عندما نادى أحد حراساتكم للحضور بأن احضروا،، المرحوم،،!!،
تعجبت أيما تعجب، من قول الرجل،، أو لم يكن سعادته قبل ساعات قلائل ماضية؟؟؟

 

بحمد الله تمت مواراة الجثمان الثرى وسألنا الله له الرحمة والمغفرة، ثم انصرف الجميع ولم يبقى معه أحد حتى الأقربون، وهذه سنة الحياة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى