
المعلم هو خليفة للرسل في الارض هو معلم البشريةالثاني،،،
وتعليمه لا يختصر على محو الامية وتعليم القراءة والكتابة والعلوم فحسب!!!!
بل انه معلم للقيّم والمبادئ والاخلاق والسلوك والتربية والصبر والتحمل والوفاء والعهود …
معلم للوطنية والتجرد والايثار في سبيل الوطن
المعلم هو من يطورالامم ويبني الاوطان ويصنع المجد..هو ذلك الفارس المغوار الذي يلبي
صوت الجرس… في صقيع الشتاء وسموم الصيف
وزخات المطر…في الطبشورة شفاءه …وفي السبورة دواءه….وفي الكتاب قصة حياته وقصة
العطاء …وانه هنا !!!
نوره بالعلم في عقول النشء يحكي التطور والنماء
يخلد التاريخ صوته في فصول الدرس الف حكاية
للتجرد والوفاء…
ولكن هل كان الوفاء بالوفاء؟؟؟
والعطاء بالعطاء؟؟؟
والتجرد بزيادة الكيل حباً وثناء؟؟
هل كان حصاد العمر فرحةً ورخاء؟؟
ام ماذا وجد بعد كل هذا العناء؟؟؟
منذ ثلاث عقود او نيف فقد المعلم في هذه البلاد هالة القداسة الاجتماعية والانسانية..وتردت
اوضاعه الاقتصادية…واصبحت مهنته المكرمة محرمة!!! وبعد ان تغنت له الفتيات حباً وتمني
(شرطاً يكون لبيس من هيئة التدريس)
اصبح بالي الثياب بسبب العائد المخزي…اصبح
ضائع البوصلة فقد حار دليله بين ضغوطات الحياة
والامل والرجاء…اصبحت المهنة بدلا من شرف
تسابق لعدادات السرف…وفي كثير من الاحيان
لايهم من فهم وعرف…
اصبح شقي الحال ووصوله لراحة البال محال..
كثرت امراضه…وقلة سنين ميلاده
اخذه المرض العضال الى اللحود عندما فقد المال
الذي بالدواء يجود..
وكانت الطامة الكبرى بإندلاع هذه الحرب العبثية
وفقده للماهية!!!
وكثُرة البلية واعياه الفكر المشغول والحيل المشلول..والعوز المستور،،،
وكأنه مقصود بالتعامل بالجحود…جحود في حقه منذ قرون وعقود وهو يصنع في العقول
والصمود..يصنع في الاوطان ويربي الشجعان
في كل جيل وضع بصمة..ولكل تفاصيل التنمية
والتطور صنع رسمة..
كل من افقده حقه وهيبته بالعوز والفقر…هو من
صنعه بالامس …كل من تطاول عليه باللسان هو
من علمه لغة البيان…
فهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟؟؟
وحالنا في الجزيرة يغني عن السؤال فقد استمرت
معاناتنا بسبب هذه الحرب اكثر من غيرنا من موظفي الخدمة المدنية..ليس لسبب غير اننا لانجيد غير مهنة الرسل هذه…بل وحتى بعد ان ضاق به الحال وامتهن من المهن الشريفة..مايسد حوجته وحوجة اسرته…انعكس ذلك سلبا ..لان للمعلم قداسة اجتماعية كما ذكرت وقد فقدها
بسبب البحث عن سبل العيش التى ربما تقلل من هيبته…حدثونا قديما في كلية التربية ان المعلم
لكي يحافظ على هيبته وقداسته الاجتماعية لابد
له ان يكون مهندم…منظم..حديثه حكم..ووعده
صدق…ويجب ان لا يجلس مع عامة الناس في قارعة الطريق… ولا تجمعات اللهو والمجون…لانه
قدوة يهتدي به النشء…
ولكن وقد اضطرته الظروف اليوم للعمل من اجل كسب الرزق..ببيع وشراء وربما يكون المشترين
من تلاميذه وطلابه…فقد فقد الهيبة !!!
بل جعل الكثيرين منهم يفقدون شغف العلم والتعلم والعطاء…اذا كان هذا حال ورثة الانبياء!!!
وفي الختام لكل ولاة الامر في السودان إن اردتم
ان يستقيم الدرب للامام خذوا بيد المعلم التعبان
انهضوا به لينهض بالوطن مجداً واقدام..
وفي ولاية الخير نستبشر خير بود الخير
من ارض التقابة والخير…ويكون حال المعلم
افضل وبخير،،،
والجاي اجمل