
فخامة السيد والي الجزيرة المكلف السيد الطاهر الطيب
لا أود ان اهنيئك بالمنصب بل أدعو لك الله تعالى أن يعينك علي ما انت مقبل عليه والذي يحتاج منك لمجهودات جبارة حتي تنجز في فترة تكليفكم ما كلفتم به من مهام ونامل ان يكون اسمك كاملا هو خير نعت لك
(الطاهر الطيب الخير)
السيد الوالي
نرجوك خير خلف لخير سلف والذي لا تربطني به أدني علاقة او صلة و لكن ما بلغني انه ظل يجاهد منذ توليه رئاسة الولاية وظل مكان تقدير كل التنفيذيين و الشعبيين ،، و قد تناوشته أفواه و اقلام و اكبر ما حملوه له أمن شمال الولاية وانتم السيد الوالي و بوصفكم رئيس لجنة أمن الولاية فيمكنكم من خلال تقارير أعضاء اللجنة الأمنية أن تقف علي مسألة شمال الولاية و علاقتها برئاسة القيادة العليا للبلاد وفي هذه التقارير القول الفصل و التي تبرئ ساحة سلفكم من تهمة التقاعس عن واجبه الامني بخاصة في شمال الولاية
السيد الوالي
كتبت من قبل كثيرا علي الصحف السيارة و بغلظة واضحة لعدد من الولاة عسكريون ومدنيون ليس تطاولا عليهم ولكن خوفا عليهم ممن يتسلقون و ينافقون و يتملقون لنيل رضا الوالي او الحاكم و بنفس الروح كتبت لعدد من المعتمدين بخاصة محلية الكاملين محذرا من ان يحتويهم بعض الشعبيين او ينافقهم بعض التنفيذيين لذلك أحذر من امثال هؤلاء وهم كثر
السيد الوالي
و انت تضع الآن اولي خطواتك علي ارض الولاية لا أود ان احبطك أو اقلل من شأنك ولكن لاتمشي علي خطي سلفك بالإستيكة بل قم بإكمال ما بدأه من مهام للإرتقاء بالأداء بالولاية وان استطعت لأكثر مما بذل سلفك فهذا هو المأمول من تكليفكم إذ لابد من تكامل الجهود لرفاهية انسان ولايتك
السيد الوالي
و كما هو معلوم فإن ولاية الجزيرة هي البوتقة التي انصهرت فيها كل إثنيات و جهويات السودان كما أن مشروع الجزيرة هو سبيل كسب العيش لمعظم مواطني الولاية و الذي تعتريه كثير من المشكلات اكثرها و اكبرها عدم وجود جسم شرعي يمثل مزارعي المشروع و يعاني كذلك عدم التمثيل الشرعي في مجلس إدارته و من اكبر المشكلات كذلك عدم التمويل للعمليات الفلاحية في عروتيها الصيفية و الشتوية بل وترك الإنتاج عرضة لتماسيح السوق بدلا من تدخل الدولة لتحديد السعر التركيزي الذي يحفظ للمزارع حقه وتحفيزه للانتاج كما ان أم المشكلات التي يعانيها المزارعون مسألة الري المعضلة الكبري التي تواجه المشروع، واهم ما فيها تطهير قنوات الري،و تجهيز مواعين النقل،، ،، وعند السيد الوزير الخبر اليقين فمسألة الري بالرغم من بدائيتها تظل الضلع المهم في مثلث المشروع
السيد الوالي
لا تحجب نفسك عن مواطنيك و لا تجعل علي باب مكتبك حاجبا يدفع عنك ذي الخلة والحاجة فكثيرون ليس لهم بعد الله تعالي إلا سماحة الوالي فأرخي لهم السمع فهذا أفيد لك و لهم
السيد الوالي
إن معظم التقارير التي ترد المسؤولين غالبا أنها تقارير مضروبة و ظللت اكرر هذا القول لما يقارب العقدين من الزمان فلا تثق فيها ثقة مطلقة عمياء ،، وكما يقولون أن سوء الظن من اقوي الفطن لذلك لابد من التأكد بنفسك من تلك التقارير حتي لا يخدعك بريقها و الاسماء الرنانة التي تتزيلها
اجعل مجلسك في كل مرة في أحدي حواضر المحليات ولعل هذا يجعلك تتلمس حاجات مواطنيك كفاحا و حتي لا يحتويك مكتبك دون غيره من المكاتب .. و أري أن تحدد يوما في الاسبوع علي الاقل لمقابلة الوفود الشعبية القادمة من محليات الولاية جماعات او أفرادا فإن ذلك يقوي الثقة بينك و مواطني ولايتك ويمنع عنهم تجار المواقف الاجتماعية
السيد الوالي
جميعنا يعلم ان الحرب الدائر رحاها في البلاد قد أدت لشح الموارد ثم المواجهة بما تبقي منها في استقبال و تدبير أمر من نزحوا من ديارهم •• و لكن هذا لا يمنع من الاهتمام الزائد بمعاش الناس كما إن الصحة و التعليم و المياه وخدمات المواطنين تحتاج منك لعمل خاص و جهود مضاعفة ولا بد من تحريك الجهاز التنفيذي بكافة أرجاء الولاية لإنجاح برامجك لترقية الاداء بالولاية ولا تضيق بالرأي الآخر فإن نصف رأيك عند اخيك و لا تنزعج للخصوم و المناوئين وهم موجودن منذ صدر الاسلام ،، أليس هم القائلون لولا انزل هذا القرآن علي رجل من القريتين عظيم؟
السيد الوالي
الطرق في الولاية والتي تبلغ اطوالها مجتمعة اكثر من اربعمائة كيلو قطعت فيها ادارة مشروع الجزيرة شوطا طويلا بلغت مرحلة التمويل من البنوك و كان مقررا البداية الجادة للعمل فيها بعد عيد الغطر الماضي إلا ان الحرب كانت الحائل الاول دون تنفيذها وخير من يحدثك في ذلك السيد محافظ المشروع
السيد الوالي
لا اطيل عليك ولكني قبل اختم حديثي اليك أذكرك بدعاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم اللهم فأشقق عليه)
فاحذر السيد الوالي ان تصيبك دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلّم
إنها كلماتي إليك و هي من باب النصح و لو بشق كلمة و حسنا انك لا حاضنة لك إلا ولاية الجزيرة و هذا يفيدك بأن تكون علي مسافة واحدة من الجميع و تمثل في ذلك مركز الدائرة و عليك بتحريك الطاقات الكامنة كما فعل ذو القرنين إذ قال لهم إئتوني زبر الحديد ثم قال انفخوا ثم قال إئتوني افرغ عليه قطرا
ثم ردد جهرا قول سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه وليت عليكم و لست بخيركم أطيعوني ما أطعت الله و رسوله فيكم فإن عصيت الله و رسوله فلا طاعة لي عليكم
وتذكر القول الخالد عدلت فنمت يا عمر
وخير الختام قول الحق عز وجل
و ما اريد ان أخالفكم الي ما انهاكم عنه ان اريد إلا الاصلاح ما استطعت
والله من وراء القصد وهو الهادي لسواء السبيل.