شاهيناز القرشي
أولاً: نتفق على خطورة القطيع وتأتي خطورتهم من قدرتهم على التأثير في الأحداث، ويمكن لرأي القطيع المبني على عواطف بلا معلومات أن يغير مجرى الأحداث بشكل كبير، وهنا يعتمد مرسى الأحداث على من يقود القطيع وحده وليس للقطيع رأي يخرج عن رأي القائد، وتجد فرد القطيع يردد فكرة القائد دون أن يمررها على المنطق والأحداث الواقعية، ويأتي لمناقشتك بما يحمل وهو يظن أنه يحمل الحجة البالغة و إذا حاولت أن تفند حجته بالمنطق سيجد مبرر ليس له علاقة بحديثك فهو لا يستطيع أن يقارعك الحجة بالحجة وهذه الأيام تأتي الحجة المهرب في جملة (كلام قحاتة)
*ونأتي للعلامات التي تدل على أنك فرد قطيع*
1- لا تمتلك المعلومة من مصدرها
2- لا تمتلك أدوات لتفنيد ما سمعت وأدوات التفنيد هي: السؤال، المقارنة، البحث، سماع الرأي الآخر دون حكم جاهز ومسبق بأنه خطأ.
3- تتحكم فيك المشاعر والعواطف بمعنى أنت تهاجم أفكار شخص سياسي أو موظف دولة أو متحدث لأنك تكرهه.
4-تصدق كل ما تسمع من القائد وتظن أنك امتلكت الحقيقة.
5-تهاجم الأشخاص وليس المواقف وإذا هاجمت موقف فأنت تردد كلام القائد.
6- تستمع فقط لما يوافق رغباتك وأحلامك ولا تتقبل غيره.
7- لا تستطيع أن تسهب في شرح موقف وتدعمه بالحقائق من الواقع.
8- تظن أن رغباتك هي الواقع وكل من يخالفك كاذب.
9- سهل التقلب في المواقف تبعاً للقائد تهاجم من يهاجم وتدعم من يدعم.
10- تحبط وتترك كل شيء بمجرد مخالفة الواقع لأمنياتك.
*كيف تخرج من كونك فرد قطيع*
*بادئ ذي بدء لنتفق ليس من الضرورة أن تفتي في كل شيء، وكن على علم هنالك ما تعلمه وتفهمه وهنالك ما لا تعلمه ولا تفهمه، وهذا ينطبق على كل الانسانية فليس بينا من يعرف كل شيء ويجيد كل شيء في كل شيء، إذاً لا تفتي مالم تكن قد أجريت بحثك الخاص وضع بحثك الخاص هذه بين قوسين.
*عندما تسمع رأي وتسانده أسال نفسك هل أنت تتفق مع هذا الرأي لأنه يتفق مع رغباتك وامانيك أم أن هذا الراي يسنده الواقع؟
*تأكد أنك شخص له قيمة ولرأيك تأثير فلا تجعل رأيك وتأثيرك لصالح من يستغفلك، فاذا كنت لن تستطيع أن تفعل أدوات البحث والتفنيد وتبعد عواطفك عن القرارات السياسية، أصمت ببساطة، فهذا ليس عيب ولا منقصة فيك، بل هو اكتمال عقل وإدراك أن لك قيمة وللأسف من يستغفلك يدرك قيمتك وأنت تجهلها.
*لا تكن ضمن الظاهرة التي تخص السودان بشكل كبير وهي القطيع السياسي، الذي أتبع حزب أو شخص دون أن يعلم عن السياسة ما يمكنه من تحديد حقيقة الأمور وتذكر أنَّ السياسة علم يدرس ومناهج تتبع وهي من أثقل العلوم وأكثرها تلون وأهمية وخطورة، فالسياسي يحكم الدول ويصنع سياسات لأدارتها وذلك لا يأتي صدفة.
*كونك لاتعلم ولا تستطيع أن تحكم على المواقف السياسية بشكل صحيح ذلك لايعني أنك غبي ولا جاهل بدليل أن كثير من الاذكياء في مجالات علمية بارزة هم قطيع لبعض الاحزاب او التيارات السياسية ،فقط هذا يعني أنك لم تعترف بعدم معرفتك باصول وتاريخ ومناهج السياسة مما جعل منك فرد في قطيع وربما تخاف مفارقته و تصبح بلا رأي .
*كن بلا رأي وقل لا اعرف ولا تكن فرد قطيع *
