في نادرة من نوادر الحفاوة والإكرام وفي سابقة في تاريخ الكتاب والإعلام في الحرقة يطل علينا اسطورة من اساطير الكتابة بود مدني.. شيخ جليل، وكاتب اصيل، واديب متمكن، ولغوي ماهر، وفوق كل هذا وذاك صاحب مبادئ سامية وخلق رفيع وادب جم.
جميل المحيا خفيف الروح وحلو الدعابة ، سخر قلمه الشجاع لخدمة الوطن وهموم معشوقته الابدية ام المداين مدني ، فتبارت معه في العشق والغرام فتارة يغلبها بسنان قلمه الفاره الفخامة فتتواضع حباً واجلالاً ، وتارة تغلبه بصفاء حبها ومعسول كلامها وجميل عيونها فيخضع ممتثلاً لامرها يخطب ودها. فهو كعادته رغم قوة بأسه في معترك الصحافة حنين القلب تجذبه الكلمات العذبة وتخطف لبه مواقف الحب والحنين، ولحظات العناق، وتبادل الهمسات واللمسات ، وتصدّع فؤاده ثواني الانتظار ، وكلمات الوداع .
شيخ الكتاب بمدني عريساً بالحرقة يتبختر ممسكاً بقلمه الفخيم وممتطياً جواد سيرته العطرة المخضبة بعبارته المشهورة ( مدني على الخط ) فكانت ارثاً تاريخياً ما ان تذكر هذه الجملة حتى يطل عليك صلاح حاج بخيت بابتسامته المعهوده ووقاره الانيق وهندامه القشيب .
(الحرقة على الخط) مبادرة جميلة ولفتة سامية تعكس روح الوداد والوصال بين حاضرة المدينة الانيقة وريفها الاخضر الجميل، وتؤكد على ان لا شئ يعلو فوق روح الوطن الواحد، والمدينة الحانية على ريفها والمتواضعة حباً له واكراماً لاحفادها هناك ، هناك حيث البساطه والطباع الاصيلة يتكئ ود بخيت في قلوب اهلنا بالحرقة وقراها المجاورة كما هو الحال في ربوع وطننا الحبيب .
ختاما كم تعافت مدني وربوعها بكتابة روشتتة المعهودة في الصحافة ( مدني على الخط ) فهل تكون هذه المرة ولأول مرة (الحرقة على الخط) كلنا امل وكلنا سعادة ان يتحقق هذا الحلم الجميل.
شكراً النادي الاهلي العظيم سيد الاتيام على هذه المبادرة العظيمة في تكريم ايقونة صحافة مدني والسودان قاطبة، شكراً لكم وللجنة المنظمة التي لم تشهد مثلها مدني عدداً وعدة فاجتمعت قامات مدني السامقة في هيبة فاخرة على اعداد واخراج هذا الحدث التاريخي بالوانه الزاهية وحلته الخلابة، شكراً لكم لاختيارنا اولى محطات هذا المهرجان الفخيم، وان شاء الله نكون عند ظنكم الكريم دمتم بخير وصحة وسعادة ودام عزك يا وطن ودام مجدك يا ود بخيت .
