ياسر عرمان يكتب .. حول اللقاء مع رئيس جنوب أفريقيا ووزير خارجيتها ــ حديث رامافوزا مؤثر ودافئ عن شعب السودان ــ بعانخي برس

ياسر عرمان

التقينا بعد ظهر اليوم ٢٠ يونيو ٢٠٢٥ في القصر الرئاسي ببريتوريا بجنوب أفريقيا بالرئيس سيرل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا ووزير الخارجية رونالد لامولا وفريق مكتب الرئيس، التقى مع وفدنا برئاسة دكتور عبدالله حمدوك، وكان لقاءاً هاماً بحث بعمق في قضية وقف الحرب في السودان وحماية المدنيين والوصول لاتفاق وقف إطلاق نار انساني وانهاء الحروب في ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ وبناء سودان جديد.
وبحث الاجتماع الدور المهم لجنوب أفريقيا في التواصل مع مجلس الأمن الافريقي ومجلس الامن الدولي وحشد طاقتهم معاً لوقف الحرب، والتواصل مع منابر المبادرات المختلفة العربية والأفريقية ومع بلدان الجوار والمجتمع الدولي لمخاطبة الكارثة الإنسانية ووقف تدمير السودان والحفاظ على وحدته، وعدم نسيان مأساة ما يقارب من (١٥) مليون من النازحين واللاجئين السودانيين، وتناول الاجتماع العلاقات الوثيقة عميقة الجذور بين الحركة الديمقراطية في السودان وجنوب أفريقيا، وان حرب السودان تهدف لتصفية ثورة ديسمبر وقطع الطريق على الانتقال المدني الديمقراطي.
كان الرئيس سيرل رامافوزا واضحاً وملماً بمأساة السودان وتحدث بلغة شفافة وذكية ومعبرة ومؤثرة بأنهم في جنوب أفريقيا يشعرون بالأسف العميق لتدمير السودان شعباً ومؤسسات وبنية تحتية وانهم يشعرون بان هنالك شيئاً ناقصاً في عملهم دون مخاطبة قضية السودان وان موقع السودان في قلوب شعب جنوب أفريقيا لا يمكن انتزاعه وانهم لا زالوا يتذكرون وقوف الشعب السوداني معهم ومساندة النضال ضد الفصل العنصري، وزيارة نلسون مانديلا للسودان في الستينيات ومنحه جواز سفر سوداني، وانهم سيتطلعون بواجبهم في وقف الحرب في السودان، وان البحث عن السلام هو جزء من الحمض النووي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وشعب جنوب افريقيا.
أكد الرئيس رامافوزا بانهم على اتصال مع اطراف النزاع وسيبحثون مع الأطراف السودانية والاقليمية والدولية ضرورة وقف الحرب في السودان، وهم كذلك يهتمون على أعلى المستويات بالسلام في دولة جنوب السودان.
كما أكد الرئيس ان البحث لوقف الحرب في السودان يجب ان يتزامن مع الاجابة حول كيفية حشد الموارد لاعادة تعمير وبناء السودان، فمثلما يهتم الاخرين بكيفية اعادة إعمار مناطق الحروب، فان أفريقيا يجب ان تهتم بالسودان، وان اكثر ما يزعجه ان الدمار الحالي للسودان قد دمر موارد غالية وموارد ليس من السهل الحصول عليها لاعادة بناء السودان، وان الحرب تشهد تدخلات خارجية، وجنوب أفريقيا سوف تبذل كل طاقاتها للمساهمة في السلام واعادة بناء السودان.
الرئيس رامافوزا هو الرئيس الوحيد من أفريقيا الذي تمت دعوته من قبل مجموعة السبع الكبار التي عقدت الأسبوع الماضي في كندا وتحتل جنوب أفريقيا موقعاً مهماً في القارة الافريقية.
ان جنوب أفريقيا تعمل على حل قضايا البناء الوطني وعلى رأسها السلام و المواطنة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وتجربتها ذات أهمية فائقة لشعب وثورة السودان التي تواجه العديد من الاسئلة المشتركة والمتشابهة في قضايا البناء الوطني، ومن المهم للحركة الوطنية والديمقراطية السودانية ان ترتبط وتعزز صلاتها بالحركة الوطنية والديمقراطية في عموم أفريقيا.
وأخيراً سيواصل الوفد لقاءاته مع قادة التحالف الديمقراطي الحاكم في جنوب أفريقيا وسيلتقي بالسودانيين من قوى الجبهة المعادية للحرب.

٢٠ يونيو ٢٠٢٥