راي

ندي عثمان عمرالشريف تكتب .. الشريف حسين يوسف الهندي… صوت سوداني خالص في دعم الوحدة العربية ومقاومة العدوان ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

ندي عثمان عمر الشريف
حين يُذكر الشريف حسين يوسف الهندي، يُذكر أحد رموز الوطنية الصلبة، التي لم تعرف المساومة في المبادئ ولا التراجع عن الموقف الصادق. لم يكن مجرد زعيم سياسي سوداني، بل كان حاملًا لمشروع قومي، يمتد من ضفاف النيل إلى عمق الوجدان العربي، مؤمنًا بأن السودان ليس معزولًا عن قضايا أمته، بل في قلبها النابض.
منذ بداياته السياسية، كان الشريف الهندي من أشد المدافعين عن فكرة الوحدة العربية، ليس فقط كشعار، بل كمصير مشترك. رأى في وحدة العرب قوة لا تُقهر، ورأى في تفرقهم ضعفًا تتكالب عليه القوى الاستعمارية. وكان يؤمن بأن السودان، بحكم موقعه الجغرافي والتاريخي، هو جسر طبيعي لهذه الوحدة، وله دور كبير في ربط إفريقيا بالمشرق العربي.
لم يتوقف الشريف عند الخطابات، بل ترجم إيمانه إلى مواقف عملية، حيث دعم بشدة أي جهد يوحد الصف العربي، وهاجم باستمرار سياسات الانقسام والتشرذم. وكان يرى أن الاستقلال الحقيقي لا يكتمل إلا بتحرير فلسطين، وأن قضية العرب المركزية هي مقاومة الاحتلال.
حين وقعت نكسة يونيو 1967، وكان العالم العربي يعيش واحدة من أحلك لحظاته، لم يتراجع الشريف حسين، بل خرج في موقفٍ واضحٍ وقوي. أعلن دعمه الكامل للمقاومة العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ودعا إلى التماسك العربي بدلًا من اللوم والتشتت.
كان من أوائل السياسيين السودانيين الذين عبّروا عن دعمهم التام للشعب المصري والقيادة المصرية في تلك اللحظة الحرجة، واعتبر أن الهزيمة ليست نهاية المطاف، بل بداية لصحوة عربية حقيقية. كما دعا إلى إعادة ترتيب البيت العربي، وبناء جبهة مقاومة موحدة، وتحرير الأرض بالعمل والنضال، لا بالشعارات فقط.
الشريف حسين يوسف الهندي لم يكن قائداً عسكرياً في حرب 1973، لكنه كان صوتًا سياسيًا قوميًّا مؤثرًا داخل السودان وخارجه، دعم المعركة، وساهم في الحفاظ على الروح القومية التي أحاطت بها، كما مثّل ضميرًا عربيًا حريصًا على وحدة الصف بعد النصر.
أدواره في التنسيق العربي علي الرقم من انه في١٩٧٣ كان خارج اجهزته الدوله في حكومة السودان
الشريف حسين لم يكن فقط زعيمًا حزبيًا داخل السودان، بل كان رجل علاقات عربية واسعة، له صلات قوية بالقاهرة، ودمشق، وبيروت، والرياض. شارك في لقاءات كثيرة هدفت لتقريب وجهات النظر بين الدول العربية، وساهم في بناء جسور بين الحركات الوطنية العربية.
الشريف حسين يوسف الهندي، لم يكن مجرد زعيم سوداني، بل كان صوتًا عروبيًا أصيلًا، مدافعًا عن الحق، ثابتًا في موقفه، مؤمنًا بأن لا نهضة سودانية دون وحدة عربية، ولا كرامة لأمة دون تحرير أرضها. مواقفه في حرب 67 تبقى شاهدة على عظمة رجل آمن بقضايا أمته حتى آخر رمق، وسيظل إرثه مشعلًا يُهتدى به في زمن التحديات والانقسامات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى