راي

شاهيناز القرشي تكتب ..*فاجعة الاغتصاب في السودان* ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

*شاهيناز القرشي*

منذ أن بدأت الحرب تناثرت عشرات القصص عن الاغتصاب الفردي و الجماعي للنساء من قبل قوات الدعم السريع، وهنالك قصة لسيدة تتهم جنود الجيش بهذه الفعلة، في بعض الأحيان تُذكر المناطق والأسماء وفي بعض الأحيان يُذكر كقصة مبهمة ، هنالك قصة مشهورة ذكرت عن تمبول تناقلتها الألسن وصدحت بها (اللايفات) عن فتاة تزوجها أربعة دعامة في وقت واحد وذكر اسم الشخص المتعاون الذي سهل هذه الزيجة، وخرج أهل تمبول ينفون القصة جملةً وتفصيلاً، بل لا يوجد شخص في المنطقة يحمل اسم المتعاون المذكور.
سألت عدد كبير من النساء بطريقة مباشرة هل تعرفي بنت بشكل شخصي تعرضت للاغتصاب؟ من الجيران، من الأهل، من الأصدقاء؟ كل النساء بلا استثناء نفوا، ومن لا يعرف مجتمع النساء هذه الأمور عندنا لا تخفى، النساء يبوحن لبعضهن بهذه المصائب، والاغتصاب في هذا الجو لا يمكن إخفاؤه ولا ستره، هل أنا أنفي وجود حالات الاغتصاب بشكل كامل؟ لا يمكن أن أنفي، لابد أن تحدث هذه الجريمة في الحروب ولكنها ليست بكل هذا التهويل، الشعب السوداني لن يسمح لرجل باغتصاب بناته وهو حي، وإذا حدثت لخرج البعض وحكى، من الشهود، من الجيران ، ممن وقعت عليهم الجريمة لن تكون القصص مبهمة، هنالك شهود على عمليات القتل والنهب والسرقة والاذلال والتخويف والعنصرية، لماذا لم يشهد هؤلاء هذه الكمية المهولة من الاغتصاب؟
هذا الأمر لا يجب أن يكون محل متاجرة وتعبئة لاستنفار الناس للقتال، هذه وصمة سترافق كل أسرة ظلت في مناطق تواجد الدعم السريع ولو ليوم واحد بعد دخولهم، الشعب السوداني الذي شُرد وافقر، وقتل منهم من قتل لا يستحق أن توصموه بهذه الجريمة التي ستصبح شتيمة لن تتحملوها، غداً وبعد انتهاء الحرب عندما يجلس شخص مختلف مع آخر لسبب سياسي أو عنصري أو حتى حياتي عادي ويعايره بأن بناتكم اغتصبوا لن تتحملوها، كيف ستنفي عن أسرتك وأحبائك الاغتصاب وقد دخل لمناطقهم الدعم السريع وبناتهن كن هناك؟ هل ستتحملون دفع ثمن المتاجرة بالعروض.
سأذكر قصة لصديقة لي خرجوا من الخرطوم بعد أن ضاق بهم الحال لرفاعة ومن رفاعة قرروا أن يذهبوا لمصر بعد أن وصلها الدعامة، في الطريق أوقفهم ارتكاز دعم سريع أنزلوا الرجال أرضاً، اخذوا مالهم وهواتفهم وضربوهم ووالد زوجها الثمانيني كان مستلقي على إحدى كنبات (الهايس) لم يتحرك فهؤلاء رجال لا يخاف عليهم، وعندما تجرأ أحد أفراد الدعم السريع وصعد إلى (الهايس) في محاولة لبهدلة النساء انتفض الثمانيني وانتهر الجندي وأنزله وقال له بالحرف الواحد ( أوعك تسأل بناتي) وقف هذا الرجل أمام بناته وهن نساء أولاده سداً منيعا بجسده الضعيف ولم يخاف من ذلك المسلح الشرس ولم يسمح حتى بتوجيه الحديث لهن .
لن يقبل الشعب السوداني الاغتصاب ببساطة، لن يقبل بدون بساطة لن يقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى