
الحرب في السودان تقترب من عامها الأول والأوضاع تزداد سوءً ولا أمل أو ركيزة يرتكز عليها المواطن العادي الضائع بين الجنرالات والساسة وأصحاب النفوذ.
تفاصيل للمفاوضات لا تنتهي ومكائد ودسائس وخلافات يملؤها خطاب كراهية عالي، المواطن المغلوب على أمره بات يفكر في حلول فردية لوضعه فاقداً ثقته في حل عام يجنبه الشتات والأوضاع الصعبة.
وتأتي الأخبار بقرارات حكومية متضاربة وكأن هناك جهات عدة تدير البلاد، لا تثق في أي مصدر فالحكومة غير متواجدة في مقارها والقرارات تصدر في الميديا دون مستندات ورقية، يصدر قرار من والي إحدي الولايات ويرفضه الجميع والوالي بعيد، تعين بعض الحركات مسؤليها وتقيلهم فئة أخري فيهم والحاكم الأصلي هو من يتواجد في أرض المعركة.
فوضي تضرب البلاد ولا يهتم بها المواطن فهو لم يعد يري أمامه حكومة بعينها، من ينتصر في معركة هو من يصدر الأوامر، والأوامر نفسها متقلبة تعتمد على أهواء من يقودون القوات المنتصرة.
النزوح والهجرة الغير شرعية هما سيدا الموقف، لا رجوع للوراء في ظل نهب الممتلكات وأنعدام الأمان، ومن أضطر للبقاء لا يعلم ما يحمله له الغد، يعيش يومه في ظروف قاسية معتمداً على حظه في توفر معينات يومه وفي مدى مقدرته على التعامل مع الحاكم الفعلى المتواجد في الشارع بكل تقلبات مزاجه.
والعالم يتفرج ..