
النسوان و الرجال …!!
عفاف عدنان
كنت فى المرحلة الثانوية ..حين قرأت رأيا لأحد السودانيين قال فيه ( المرأة أو الزوجة مثل الفانلة الداخلية …لا تحس بها ولا تتذكرها طالما أنت ترتديها ..ولكن بمجرد أن تخلعها لأى سبب حتى تختبر كل فصول السنة فى يوم واحد ..الحرارة الشديدة ..والبرودة القارسة ..والعرق الغزير …… ) شعرت بالإمتعاض لهذا التقليل من شأننا … ألا نعنى نحن سوى ( فنايل داخلية ) .للرجال ؟
.وخطر لى خاطر خبيث …طيب الفنايل الداخلية دى ما خشم بيوت ..فيها الناعم المريح .. وأعتقد هذا ما قصده صاحبنا ..فلماذا لا أكون أنا فانلة من الخيش الذى يجعله يتململ وينكرش زى المجرٍب ..؟ حتى لا ينسانى …
..قرأت فى الأسبوع الماضى فى (الريدرزدايجست ) مقالا عن المساواة بين الرجل والمرأة ..وكان مقالا ساخرا ..أراد به صاحبه أن يوصل لنا رأيه بطريقة طريفة وخفيفة …فقال ( إذا كانت المرأة تريد المساواة مع الرجل ..فعليها أن تتنازل عن بعض الأشياء…!) وهو حق أريد به باطل …يعنى نتنازل عن شنو ؟ الأمومة أو الأنوثة ؟ .وهى خصائص حبانا بها الله …لا يمكن أن يستغنى عنها حتى الرجل …
الرجال يفضلون المرأة المتعلمة ..وليست الذكية …لأنهم يخافون الأخيرة …فبينما المتعلمة تشكل واجهة محترمة ومريحة ..نجد أن الذكية ( تقلق ) منام الرجل ..لأنه لا يستطيع غشها أو تبرير أفعاله الغبية أحيانا ..ولكنه لا يدرك أن الذكية يمكن أن تمثل عليه الغباء ..وبالتالى تصديقه فيما يزعم …فالرجل مولع بفعل أشياء كثيرة فى الخفاء ..بل ويستمتع بذلك ..أليس هو مخترع الزواج السرى وله براءة الإختراع مع أن الله قد أعطاه الحق فى الزواج مثنى وثلاث ورباع .؟ ولكن ولعه بالأسرار يجعله يبتكر هذه الأمور ..
لقد سمعنا كثيرا بالزواج السرى ..ووقعه على الزوجة الأولى ..التى قد تنسى كل الأيام والسنوات التى قضتها مع هذا الغادر الذى حرمها حتى من حقها الطبيعى فى الرفض أو العتاب …وقد كانت هذه الظاهرة قد عمت المجتمع السودانى فى وقت من الأوقات حتى كانت خبر الغلاف لمجلة سيدتى بعنوان ( الزوجة الخفية فى السودان ) .
من القصص التى ساقتها المجلة من إعترافات الأزواج والزوجات الأولى والثانية ..تلك القصة …وهى أن إحدى الأسر إنتقلت حديثا إلى حى جديد …وتعرفت إبنتهم فى المدرسة على الطالبات فى فصلها ..وكانت تحكى لأمها عن طالبة بعينها أحبتها ..والذى زاد تقاربهما إسم والدها الذى كان مطابقا لإسم والد صديقتها …وجاءت فى أحدى المرات تقول لأمها أن صديقتها سوف تأتى لزيارتها ..ورحبت الأم بها ..وعندما جاءت ..رأت والد الطفلة المضيفة مستلق على سرير فى الحوش ويرتدى جلابية ..فجرت نحوه بكل براءة وهى تهتف (بابا …بابا ) ..فما أن رآها الوالد حتى جحظت عيناه وأصيب بضيق فى التنفس حملوه على إثره للمستشفى ..فأسلم الروح ..وصارت إبنته تصرخ وهى تقول (كتلت أبوى ..بس كنت عايزة أسلم عليه ) .
أها أنا غلطانة فى موضوع (فانلة ) الخيش ..؟!!لو كانت فى طريقة فانلة من السلك الشائك لما ترددت فى أن أكونها .