راي

شاهيناز القرشي تكتب ….أهمية سؤال من أطلق الرصاصة الاولى؟ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

أهمية سؤال من أطلق الرصاصة الاولى؟

شاهيناز القرشي

يجتهد المحللون من الثلاثة أطراف الموجودة في الساحة الآن في البحث عن إجابة هذا السؤال لِما له من أهمية كبرى في تحديد موقفك من هذه الحرب، ولأن زاوية انطلاق هذه الرصاصة تحدد وطنيتها من عمالتها، الثلاثة أطراف هم (طرف داعم للجيش، طرف داعم للدعم السريع، طرف رافض للحرب).

إذا كان الدعم السريع هو من أطلق هذه الرصاصة ففي هذه الحالة يكون الوقوف مع الجيش إلزامي وحتمي، وان كانت تقود الجيش مردة الشياطين فهذا دفاع مستحق عن الوطن، لذلك تجد داعمي الحرب والمتسببين فيها يجتهدون في قول أنّ الدعم السريع هاجم القيادة وأسر الضباط الذين لم يكونوا يعلمون بانطلاقة الحرب، وإن الجيش أُجبِر على المعركة.
ويجب ان نفرق بين المتسببين في الحرب وبين بعض الداعمين لها للاختلاف بين دوافعهم.

وداعمي الدعم السريع يتحدثون عن مهاجمة الجيش لهم في معسكراتهم، وإنهم تعرضوا للحصار واستنجدوا بالسفراء والسياسيين ليتم سحب القوات التي تحاصرهم، ولكن ذلك لم يحدث، وأُجبِروا على الدفاع عن أنفسهم.

الطرف الرافض للحرب يتحدث عن طرف ثالث أشعل الحرب وجر الجيش إلى معركة خاسرة لم يتهيأ لها، ولم تكن البلاد جاهزة وكان الدعم السريع في اقوى نقطة له ( داخل المدينة وبأعداد ضخمة) وهنا تلتقي تبريراتنا كرافضين للحرب بدفاعات الدعم السريع، فيسارع المتسببين بالحرب لاتهامنا بمساندة الدعم السريع وإننا نتبنى روايته وكأننا يجب أن نكذب ونتمسك بالكذب فقط لنخالف الدعم السريع. الحقيقة تظل حقيقة إن قالها الدعم السريع وإن انكرها الجيش، وتأتي اهمية هذه الحقيقة لتحديد ما الموقف الذي كان يجب على الجيش اتخاذه، فاذا الجيش هو من ابتدأ الحرب كان يجب عليه تنوير ضباطه واختيار وقت يكون فيه الدعم السريع خارج المدن وتجهيز البلاد بالسلع الاستراتيجية من دواء وغذاء ومحروقات لستة شهور على الأقل وتأمين الأحياء السكنية، وبما أن هذا لم يحدث، اذاً الجيش لم يتخذ هذا القرار، وحتى وإن افترضنا ان الدعم السريع هو من أطلق الرصاصة الأولى (مع أنه لم يحدث) كان يجب على الجيش أن يلجأ للحكمة وضبط النفس واحتواء الموقف لعلمه بالوضع المزري للجيش، ووضع البلاد. هنا يأتي الفرق بين رجل الدولة وبين الأحمق، فرجل الدولة لا يتصرف بردود الأفعال ولكن يتصرف وفقا لمصلحة البلاد ووفقا لحسابات المصلحة والخسارة الوطنية ولا ينساق خلف عواطفه كأنه مواطن دخل في شجار مع آخر لاختلافهم على من يأخذ الخبز اولاً، وسقوط الجيش في فخ الحرب أياً كان المتسبب بها هو خطأ فادح، لن يسقط فيه جيش قادر على التحرك وفقاً لمصلحة البلاد (بوتين نموذجاً) وللجيش سوابق مارس فيها ضبط النفس في مواقف مشابهة عندما احتلت مصر حلايب وطردت الحامية السودانية وغيرت هوية المنطقة، وعندما اجتاحت إثيوبيا الحدود الشرقية حتى وصلت إلى نهر عطبرة، لم يتعامل الجيش برد الفعل وفضل احتواء الموقف بدلاً عن الدخول في مواجهة.

ويتخذ المتسببين في الحرب حجة عدم علم قطاعات واسعة في الجيش بالحرب كحجة لإثبات أن الدعم السريع هو من بدأ الهجوم . في هذه الحالة ننظر لميزان الفائدة والخسارة ماذا خسر الدعم السريع من الحرب ومن كسب من الحرب؟

أولاً خسر قائد الدعم السريع الوضع الدستوري كنائب رئيس مجلس سيادة، خسر الاتفاق الذي توصل له مع القائد العام للجيش بالاندماج في عشر سنين مُمرحلة على أربعة مراحل تبدأ بتوحيد هيئة القيادة (وكان هذا يعني خروج السيطرة على القوات من يد حميدتي وعبدالرحيم)أصبح قائد الدعم السريع مهدداً بخسارة أمواله واتفاقاته مع الدول الخارجية والتي كانت تتم بصفته الدستورية، خسر الاف الجنود ومليارات الجنيهات.

اذاً حميدتي لن يتمرد على الجيش لأنه يأخذ شرعيته من بقائه تحت لواء الجيش، بالإضافة الى عدد من شهادات السياسيين والسفراء الذين تواصلوا مع برهان وحميدتي قبل انطلاق المعركة.
من الذي كسب من الحرب؟
الإسلاميون وحدهم من كسب، عادوا للسلطة، هربوا من السجون، يديرون المعارك، ويخبرون القطيع إنهم يحاربون مع الجيش، مع إنهم من جر الجيش ليحارب معهم، وجروا البلاد للحرب من أجل أموالهم وكراسيهم.
ويمكنك الآن أن تطرح هذا السؤال على سكان الخرطوم من كانوا في هذه المناطق عند بداية الحرب وسيخبرونك بما شاهدوه ومن أطلق الرصاصة الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى