خمة نفس _ عبدالوهاب السنجك _كيف يستطيع الوالي الطاهر فك شفرة ولاية الجزيرة _ بعانخي برس
بعانخي برس

يظن الكثيرين بان الاعفاء والتكليف لمناصب ولاة الولايات وبالاخص في ولاية الجزيرة كان في حينه ووقته بل جاء في الوقت المناسب، غير ان هنالك من يري غير ذلك بل ينظر من باب اخر قولا “دا ما وقتوا خلوا الحرب تقيف وبعدين نتحاسب ونعفي ونعين العايزنوا الحكاية مش ترضيات” وان كان الشارع منقسما علي نفسه.. فئة لاتري في ذلك جديدا واخري تخطط في كيف لها ان تتسلق مثل نبات السلعسلع لتلتف من حول الوالي القادم وهي الان في حراك ومشاورات واجتماعيات متواصلة جماعات وافراد (معروفون لدي مجتمع مدني) وثالثة لاتعرف اين تقف في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي جعلت البلاد تدور في فلك الاعفاء والتكليف
فالوضع في ولاية الجزيرة يختلف عن بقية الولايات فعند انطلاق اول رصاصة في الخرطوم اتجه المواطنيين جنوبا طلبا للامن والامان فكان للجهاز التنفيذي لحكومة الوالي السابق قراءة للواقع بوضع اولويات الامن اولا حتي لا تنتقل العدوي (الحرب) والفوضي للولاية فتم وضع كل امكانيات الولاية تحت تصرف القوات المسلحة والاجهزة الامنية والقوات المشتركة وفتح ابواب المدارس والمساجد والكنائس وبعض المؤسسات للنازحين من جراء الحرب التي تدور هناك كما تم وضع الساحات الرياضية لاصحاب المتاجر لتكون اسواقا مفتوحة اضافة لوضع خطة استثمارية ميسرة استقطابا لرؤوس الاموال والمستثمرين الذين لفحتهم نيران الحرب
فحكومة ولاية الجزيرة لم تغلق حدودها في وجه مواطني الخرطوم بل تحملت العبء الاكبر من دون غيرها من الولايات وعلي الرغم من ذلك لم تتوقف مشاريع التنمية بها فالمتابع للمشهد يري ذلك حاضرا وواقعا ملموسا من امامه.
فالتغيير من حيث الاعفاء والتكليف للولاة يضع والي الجزيرة المكلف أ. الطاهر من امام التحدي فهل يستطيع فك شفرة الولاية ومجابهة طوفان اللوبيات والتكتلات السياسية التي مازالت تمارس لعبة الفأر والقط (توم اند جيري) منذ تعاقب الولاة السابقين بل منذ الاستقلال ام انه سيدور في فلك الممنوع وتغرق سفيته ولا يجد من يرمي له طوق النجاه، فاظن الامر ليس بالسهل ابدا بل شديد التعقيد و من اكبر العقد التي يجب تفكيكها التي في انتظار الوالي الطاهر مرتبات العاملين المتراكمة بالولاية منذ سبعة اشهر مضت وقد بلغت اكثر من (49) تريليون جنيه لاكثر من (60) موظف وعامل ،
اذن هو الامتحان الاول اذا نجح في ذلك وكابس وزير المالية الاتحادي د. جبريل واصداره لقرارات تهز اركان عرش المالية الاتحادية هتفت له الجماهير تبشيرا، اما اذا فشل قالت ” كأنك يابزيد لا غزيت ولا شفت الغزو، يعني عملوا شنو الحال مازي بعضوا مشي اسماعيل وجانا الطاهر”
فالطريق من امام الوالي القادم المكلف لن يكن مفروشا بالورود فمن امامة لوبي اداري متراص الصفوف متجانس عرف من اين يؤكل الكتف تتلمذ علي يد حكومة الانقاذ البائد يعرف كيف يضرب ويهرب، ومتي يتخفي متدثرا بثياب الوطنية والوطن، فهي كذلك ومن الصعب في هذا التوقيت القفز عاليا من دون سند قوي فاحتمال السقوط لا مفر منه
(خمة نفس)
هل قرأ الوالي الطاهر خارطة ولاية الجزيرة السياسية والاجتماعية جيدا ام انه الكرسي الذي قد يكون وضع علي صفيح ولاية الجزيرة الساخنة اصلا.
(خمة نفس)
للمواطنيين والعاملين الصابرين بالولاية.. لا نقول ذهب والي وجاء اخر، بل نقول الخير في قدوم القادمين.. ونشوف من بعد ذلك النتائج والحكم لكم جميعا.