راي

ندي عثمان عمرالشريف تكتب .. *الي كل الاتحادين بجميع فصائلهم* *عندما كنا عظمًا… كان الوطن عظيمًا* ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

نعم فعندما كنا عظمًا… كان الوطن عظيمًا.
كنا عظماء بوحدتنا لقد كنا جسدًا واحدًا… روحًا واحدة… حزبًا ولد من رحم الاستقلال، وتشكل على مبادئ النضال والتضحية.
كنا نحن الاتحاديين أبناء مدرسة وحدوية، عانقنا أحلام الشعب منذ فجر التحرير، وكنا الأكثر صدقًا مع الوطن في لحظات الشدة.
لكن عندما تفرقنا، تشتتنا الي فصائل وأجنحة، صرنا نُشبه ما كنا نحاربه. وهو
الاختلاف المشروع تحوّل إلى خلاف مدمر، والتعدد في الرؤى تحوّل إلى شتاتٍ في الكلمة وتمزقٍ في الصف.
أصبح الحزب الاتحادي ، ذلك الكيان التاريخي، حديقةً تملأها الأسوار والتكتلات تُغنّي كل مجموعة فيه بنغمتها، حتى غاب اللحن الكبير الذي كان يعزف لحن الوطن.
والنتيجة؟
ضاع تأثيرنا… وخسر الوطن وجودنا في لحظاته الفاصلة.
كلما غاب صوت الاتحاديين الموحد، وارتفعت أصوات الكراهية، وضاق أفق الوحدة، وتعالت رايات التمزق.
نحن من نادينا بالوحدة بين واديي النيل،
نحن من كتبنا أولى سطور الاستقلال الحقيقي،
نحن من سطرنا أدب السياسة الوطنية النظيفة.
فكيف نقبل أن نصبح ظلالًا باهتة لما كنا عليه؟
كيف نرضى أن تكون القاعات التي كنا نملأها حياةً… موحشة بالصمت والفرقة؟
الوقت لم يفت بعد…
إن كان الوطن قد ضعف بتفرقنا،
فلنقُم من جديد، ونجمع العظام المتناثر لنُعيد للوطن عافيته.
ليس من أجل الماضي فقط، بل من أجل أبناء اليوم وأحلام الغد
فإن توحّد الاتحاديون، توحّد السودان…
وإن عظُم حزبهم، عاد للوطن مجده.
نحن الاتحاديين لا نحمل فقط راية حزب، بل نحمل ملامح هذا الشعب في وجوهنا، وصوته في حناجرنا، وتاريخه في صدورنا.
نعم نحن أشبه بالسودان في سماحته ووعيه، في تنوعه وعمقه، في كرامته وعزته. نحن من قلب هذا الوطن… لا غرباء عليه، ولا طارئون على ترابه.
نشبه السوداني في ثقافته المتجذرة، في حكمته الفطرية، في عشقه للحرية، وفي إيمانه بالوحدة رغم الاختلاف
الاتحاديون ليسوا حزبًا فقط… هم امتداد للبيوت البسيطة، والمجالس العامرة، والمدارس التي خرجت أجيالًا لا تُهزم.
فنحن أبناء المشروع الوطني الكبير…
ننبض بنبضه، ونتنفس من صدره، ونسير حيث يسير الشعب، لا حيث تُرسم الصفقات.
فإذا بحثت عن صورة صادقة للسودان…
ستجدها في عقل الاتحادي، وصبره، وأخلاقه، وشموخه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى