راي

محمدالامين ابوزيد يكتب .. *صور من المجتمع* *بلاد لا تستحق الحرب والدمار وانسان متسامح* ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

فى رحلة من عطبرة إلى الخرطوم أتيت إلى الميناء البرى عطبرة من بربر صباحا،ما إن تدخل سور الميناء حتى يتخطفك سماسرة التذاكر فتصاب بحالة من التشويش والغثيان كل واحد يريد أن يظفر بك نظير عمولة على التذكرة أنها حالة فوضى لن تجد لها نظير إلا فى السودان.
السفريات هنا بلامواعيد فحيثما يمتلئ البص وفق شطارة السماسرة فى جلب الركاب تبدأ الرحلة،اكتملت مقاعد البص واخذت مكانى فى المقعد رقم 35 ودلفنا إلى طريق الاسفلت بعد عبرنا كبرى الاتبراوى ، والبص يتحرك بسلحفائية يحسد عليها حتى توقفنا فى كافتيريا عند مدخل مدينة شندى وتناثر الركاب فى مهمات بين تناول الوجبات وأداء الصلاة وتناول المكيفات من شاى وقهوة وقضاء الحاجة.
بعد اديت صلاة الظهر والعصر قصرا وجمعا
صوبت وجهتى نحو طاولة لبيع الشاى والقهوة تناولت كوبا من الشاى واتجهت نحو طبلية صغيرة لبيع سندويتشات الطعمية يقف خلفها صبى صغير يافع يبدو أن الحرب وتوقف التعليم دفعت به إلى هذا المكان سألته بكم سعر السندوتش؟
الصبى:الف جنيه
انا:ليس معى كاش عندك حساب بنكك؟
الصبى:نعم امشى الطبلية ديك حول لى عنده وتعال.
ذهبت لصاحب طبلية السجائر والتمباك لإنجاز عملية التحويل وللأسف لم أوفق لرداءة الشبكة،أتممت احتساء كوبى من الشاى ورجعت للصبى وأخبرته بعدم نجاح التحويل.
جهز لى سندوتش وحلف بأن آخذه من غير مقابل واصررت عليه بأن لا آخذ ألسنوتش بدون دفع القيمة.لكنه بشهامة وكرم يحسد عليه اصر على وبنبرة صادقة تحسها من طبقات صوته يا عم انت زى ابوى.
فى الاثناءكان يقف شابا فارعا حضر هذا الحوار بينى وبين الصبى سألته ان يشاركنى شبكة جواله لاحول للصبى قيمة السندوتش.فرد على بأن شبكته لا تسمح بالتبادل. طلب الشاب سندوتش طعمية وارشده الصبى إلى ذات المحل(طبلية السجائر) ليحول له فى حساب صاحبها،ذهب الشاب وأتم عملية التحويل وجاء بالاشعار للصبى قائلا له :الفين جنيه حقى وحق عمنا دا..
امتلأت عينى بالدموع إزاء هذا المشهد السودانى الذى لن تجده إلا هنا، يحكى عظمة شعب مركوز القيم لا يستحق الحرب والشقاء كقيم معاكسة لهذا المشهد السمح.
وانا أسرد لكم هذه الصورة والبص الموسوم بالتوكل على صفحتيه يقترب من مدينة بحرى المنهكة المتعبة تطالعك من جنبات الطريق مشاهد الدمار من سيارات وآليات محترقة واسلاك كهرباء ممدودة ارضا وقرى ومدن تناجى سكانها، وبعض من حشائش خضراء بشريات خريف نمت رغم انف البارود..ومدافع رشاشة خفيفة منصوبة عند الارتكازات.
#سلام يابحرى السلام..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى