راي

د/ عبدالرحمن عيسي يكتب …..حركة جيش تحرير السودان في رحلة بحثها الدائم عن السلام بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

حركة جيش تحرير السودان في رحلة بحثها الدائم عن السلام..

د. عبدالرحمن عيسى

تحدث القائد مني اركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان، حاكم إقليم دارفور ، عن قضايا الوطن، بشكل متكرر وشبه أحادي، فظن الكثيرين أنه لسان منظومة التحرير الأوحد، ورجلها الأول والأخير الذي يجيد الحديث عن السلام!!!

 

بالأمس القريب بولاية البحر الأحمر بشرق السودان وفي مشهد مخيب لظنون المتربصين بإسهامات حركة جيش تحرير السودان كشف القيادي بخيت حامد مساعد رئيس الحركة عن مهارات سياسية كانت تقف خلف القائد مناوي في إنتظار دورها الحقيقي في البحث عن السلام، وتعزيز تماسك اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن تأكيداً لمصداقية قائدها، وإبرازاً لمدى صدق كل رجال ونساء حركة جيش تحرير السودان في مساعي إنجاح العملية السلمية.

 

التقيت السيد بخيت حامد مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان، عبر الهاتف عقب مؤتمر أركويت الذي جمع طيف من الأحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح بمدينة بورتسودان..
حقيقة لم أتحدث مع الرجل من قبل، كما لم ألتقي به مطلقاً، وقد كنت أعتقد كحال توهم الكثيرين غيري أن حركة جيش تحرير السودان هي حركة الرجل الواحد.

كانت مهاتفتي للرجل لسببين اولهما؛
التماس بعض المعلومات المفصلة عن مؤتمر أركويت،،
والثاني؛ معرفة شخصية ذاك القيادي الذي برز بقوة معبراً عن خطوط حركة تحرير السودان الرامية دوماً إلى الإصلاح الشامل والسلام كما يبدو جلياً من خلال خطابات قائدها المتكررة.

 

السيد المساعد، رحب بإتصالنا وكل تساؤلاتنا التي أجاب عنها إجابة العارف الواثق،، حيث وضح الرجل سبب وجود رئيس حركة جيش تحرير السودان وحاكم الإقليم بمعية عدد من قيادات الحركة في مدينة بورتسودان في هذا الظرف الدقيق من عمر الوطن، وتحديداً عاصمة البلاد والعديد من ولايات دارفور التي تقع تحت حكم القائد مناوي تُعاني آلام وويلات الحرب وشبح الهروب والتشرد.

تحدث الرجل رافضاً كل الاباطيل وزيف القول على حد قوله؛ مؤكداً وموضحاً السبب الرئيسي وراء قدوم وفد الحركة القيادي إلى البحر الأحمر، والتي في مقدمتها البحث الحقيقي عن كل فرص السلام والمشاركة الفعلية في الأمر مع كل الحادبين على أمن واستقرار البلاد دون استثناء. كما وضح الرجل ضرورة التواجد القيادي لحكومة الإقليم في ولاية البحر الأحمر التي إنتقل إليها العبئ الإداري والتنفيذي عقب الحرب اللعينة التي اجتاحت عاصمة البلاد، وذلك لضمان الحصول على المعينات الغذائية والصحية لإنسان إقليم دارفور المنكوب فعلاً..

 

ابحرت مع الرجل حول العديد من المواضيع التي شغلت الرأي العام حول موقف الحركة الحيادي تجاه الحرب الدائرة الآن؛. كانت إجابات القيادي بحركة جيش تحرير السودان الاستاذ بخيت حامد لا تختلف عن تصريحات القائد مني اركو مناوي المتكررة حيال الأمر، حيث تحدث مؤكداً أن حيادهم هو ضرورة منطقية تمثل قمة العقلانية بالرغم من العديد من المواقف الاستفذاذية، وهو أمر لا يمثل عجزهم أو عدم مقدرتهم على القتال، ولكن وعلى حد تعبيره أن الحرب أمر لا ينشده العقلاء، وبالرغم من حتميتها في بعض الأوقات إلا أنهم في تمام الاستعداد على عدم تفويت أي فرصة من فرص السلام، لمعرفتهم الجيدة عن ماهية الحرب واضرارها.

أبدى الرجل استغرابه حول قطبي الحرب الانية اللذان كانا بالأمس القريب دعاة للسلام،، مؤكداً أن الطرفين كانا بالأمس القريب يتحدثان معنا عن ضرورة التسامح والتسامي من أجل السلام، الأمر الذي جعلنا نتجاوز كل ما يمكن تجاوزه والجلوس للسلام وقد كان،، واليوم يُطلب منا عدم الحياد وضرورة الدخول في هذا المعترك، وهو أمر يتعارض مع توجهات الحركة عقب العملية السلمية، ولن تجعل الحركة من نفسها مطية، ولن نُشارك بأي شكل من الأشكال في دمار الوطن..

 

عن مؤتمر أركويت وضح السيد المساعد بأن حركة جيش تحرير السودان لم تكن جزء من الترتيب الأساسي لذاك الحراك، وإنما تمت دعوتنا في اللقاء الافتتاحي للمؤتمر،، ومن ثم أتيحت للحركة فرصة المشاركة بكلمة تحدثنا فيها عن ضرورة إكمال العملية السلمية وذلك عبر البحث عن حلول منطقية تساهم في رتق النسيج وتقريب وجهات النظر بين أبناء الوطن الواحد،، ونؤكد هنا بأن حركة جيش تحرير السودان ووفقاً لمساعيها وبحثها الدائم عن السلام،، سوف لن تفوت أي فرصة ربما تُساهم في إتمام العملية السلمية وحقن دماء أبناء الوطن،، ومن غير المهم لديها مع من تظهر أو تتحالف، بقدر ما تهتم بشكل كبير بالبحث عن صدق النوايا والمقاصد الوطنية الرامية إلى تحقيق السلام وانزاله برداً وسلاماً على إنسان الوطن..

 

كان لنا سؤال أخير القيناه على السيد مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان عن اللغط الدائر حول ردود الحركة تجاه الاتهامات العديدة بأن حركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي تعمل ان كان بقصد أو بدون قصد على إعادة إنتاج النظام البائد!!

وقد أكد الرجل بأن الحركة ليست بالغباء المزعوم، ولا يمكن للحركة أن تُساهم في يوم من الايام على كسر إرادة الشعب مهما كانت الدواعي، ولكن وعلى حد قوله، يجب أن لا يتشابه البقر علينا، وان لا نغرق في شبر من الماء، وحتى لا يحدث ذلك يجب علينا تأكيد أن عموم أبناء وبنات الوطن سنظل على مسافة واحدة منهم،، وان الإنتماء الايدولوجي لايمكن أن يعتبر جرم يحاسب عليه القانون، وبالتاكيد الكل متفق على أن الجريمة يجب أن تتم محاسبتها وفقاً لما قام به المجرم إذا كان نظام بائد أو ينتمي لأي جهة سياسية أخرى، وبالتاكيد كلنا مع إرادة الشعب السوداني، ولكن لابد من توضيح الملابسات حتى لا نقع في أخطاء السابقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى