(خمة نفس) ــ عبدالوهاب السنجك ــ هل فهمت امانة حكومة ولاية الجزيرة الدرس ــ بعانخي برس
بعانخي برس

في الستنيات من القرن الماضي لم يكن المواطن كما هو الان “تفتيحه” وممكن يلعب معاك بورقتين ويطلعك ملوص، مدينة الحصاحيصا التي تقع مابين النيل الازرق والسكة حديد والميجر(الكنار) والمحالج، عرفت بسماحة اهلها حيث كل الناس متحابة ومتعارفة، ففي فترة حصاد القطن تتوافد عليها اقوام من شتي بقاع السودان لكسب العيش والعمل بمحالج القطن، فتنتعش المدينة وتدب الحياة فيها فهو موسم لجمع المال “القروش” من الشلن للطرادة والعرس..
غير ان هنالك مواقف لا تنسي وشخوص عالقين بالذاكرة، ومنهم من يلعب معك بورقتين مدعيا انه الحريف الذي يعرف من اين يؤكل الكتف،. احد الذين اخذ من تلك مهنه وحرفة بفهلوة وذكاء فطري تجده من جلوسا علي دكة قهوة عمنا تنقور في السوق الكبير “يناضم” الجالسين ببراعة المحامي الشاطر..
اقلام ملونة وربطة عنق ( كرافيتة) حمراء يتحدث بلغة وفهم القانون ويدعي انه ابو القوانين، دائما ما يمسك علي الكرافيتة مسحا لها من اعلي لاسفل وينظر الي هندامة الانجليزي المستورد من الخارج،
فكان في ذلك الوقت المدينة لاتعرف جيوش ولافتات المحامين التي تربعت علي حوائط العمارات والمواقع” الحكاية كلها اجاويد في اجاويد” غير ان صاحبنا تجده داخل اورقة المحكمة التي شيدت علي طراز انجليزي جميل ومن شرقها يقع ميدان ملعب للتنس الذي هزمناه باطماعنا وافكارنا التقليدية “تنس شنو كمان” وضاع في شربة موية ما بين هذا وذاك.. وقسمت اوصاله مابين المنتفعين واصحاب النفوذ.
في احدي الجلسات المحاكم التي كانت خارج المدينة وضع صاحبنا اقلامه علي صدره مدعيا انه محامي الدفاع في تلك القضية التي شغلت الراي العام غير ان فطنة و ذكاء القاضي وبسؤال واحد باربعة كلمات..يا استاذ انت خريج وين؟؟
بدون تركيز.. متلعثما انا خريج قهوة تنقور.. فاطلق الحضور ضحكاتهم لينسحب محامي الدفاع خريج القهوة مقدما اعتذاره للقاضي حتي لا يقدم للمحكمة منتحلا صفة محامي لينتهي الدور وترفع الجلسة.
فالذي حدث بامانة حكومة ولاية الجزيرة في اليومين الماضيين والذي تناولته وسائط التواصل الاجتماعي ما بين نقد لاذع وهجوم شديد عنيف واخر اعتذار علي نار هادئة، وذاك من وصف الامر بهدف بيني ملعوب بفهم تكتيكي في مرمي حكومة الجزيرة، كل ذلك يصب في خانة صاحبة المصلحة التي خطت بخطوات جريئة للطابق الثاني لمباني امانة الحكومة واستطاعت مقابلة الوالي المشغول اصلا بقضايا وهموم الولاية، واظنها لم تقدم التفاصيل الموضوعية عن دواعي مقابلة الوالي، وماهو الغرض منها،. المهم تجاوزت كل تلك” البوابات” من الاستقبال حتي السكرتارية وجلست التقاطا لصور تذكارية بطريقة “انا هنا” دعوة للوالي للمشاركة والاحتفال لافتتاح مركز تجميل خاص لي، فانقلبت الدنيا رأسا علي عقب ، فجاء الاعتذار بعد الاعتذار، ومن بعد ذلك نشر خبر توضيحي للمكتب الاعلامي بالولاية بان ليس للوالي علاقة بذلك..نفيا قاطعا..
حقيقة لقد كسرت صاحبة المركز التجميلي قواعد البروتكول وهزمت بوابات امانة حكومة ولاية الجزيرة بصفة الاعلام والصحافة هذه المهنة التي باتت تبكي علي نفسها، لقد شاع الخبر وانتشر وعم القري والحضر.. ومن الصعب لملمته واسكات صوته بل قتله في مهده فهل فهمت حكومة ولاية الجزيرة الدرس؟؟ وعرفت اين الخطأ. ام ماذا؟؟..
(خمة نفس)
جميل ان نقرأ كلمة “ازالة بامر ادارة حماية الاراضي الحكومية” علي دكانين شيدا حديثا علي اسوار المدرسة الشرقية بومدني…. مبروك..