عادل عوض بابكر
قصة قصيرة
ود سلمان ورؤية السودان
وصل لجدة، وفد الجيش والدعم السريع لتكملة مفاوضات السلام. وبناء على دعوة، ذهب الوفدان لمقابلة صاحب السمو في قصره. وعندما وصلوا القصر برز لهم صاحب السمو غضباناً منفعلاً ووبخهم كثيرا.
– لماذا تتحاربون وتتقاتلون
– لماذا تدمرون بلدكم وتدمرون مقدراتكم
– ألا تحسون بمعاناة أهلكم … أنهم ينزحون .. ينزفون .. ويموتون
– هل أنتم بشر… من أين أتيتم؟
– ايش فيكم
هدأ الأمير هنيئة ثم قال:
– كل العالم يتطور ويتنافس. حتى فقراء الهنود تتطورا وصلوا القمر وينافسون الون ماسك وبيل غيتس في ترتيب الأثرياء.
– ماهي رؤيتكم أيها العبيطين؟
خجل الجميع وطأطأ كل واحد رأسه … ثم رفع بهتان العوير رأسه وقال:
مولاي صاحب السمو .. خادم الحرمين الشريفين.. نرجوك … أنقذ لنا أرض النيلين. لقد أنسد لنا الأفق .. أوجد لنا الحلول.
وهنا ظهر الحزم علي وجه الأمير الشاب … وصدرت الأوامر السامية … تم تعيين حامد كرازاي حاكما علي السودان .. كان قرارا حكيماً سليماً .. حامد قلبه علي الوطن .. دمه من مياه النيل .. ود بلد أصيل .. جمع الشمل .. أوقف الحرب .. لملم أطراف البلد .. أعلن رؤيته للبناء والتعمير .. قامت الطرق، الكباري، المطارات، المصانع والمزارع. أينع الزرع .. قوي عوده وحان حصاده .. صارت نيالا تصدر اللحوم المصنعة بدل العجول .. ود مدني تصدر المنسوجات والماركات الراقية بدل قطن الجزيرة الخام.. والقضارف تصدر زيتا رائقا مصفا من سمسمة مباركة لا غربية ولا صينية .. وتصدر دنقلا الحبيبة قمحا وتبيع تمرا أكلا وشربا مستساغا للشاربين. وازدهرت الحياة .. وصارت أمدرمان مدينة المال والجمال وتأهل السودان لكأس العالم .. تخطي كل المجموعات وواجه البرازيل في نهائي الكأس.. مباراة مثيرة .. حمي الوطيس ازداد الخفقان .. وفي الدقيقة الأخيرة قوول … قوووول أحرز السودان هدف الفوز … قفز محمد أحمد الغلبان من عنقريبه عاليأ، سقط علي الأرض .. كسر جرة السمن الذي يريد بيعه لتغطية مصاريف النزوح .. وزاد من حسرته أنه عاد يسمع دوي الطلقات والدوشكات والدانات تهز أذنيه هزا والجنجويد يقتلون المواطنين فردا فردا.
أغمض عينيه لينوم ثانية ويحلم بالسودان الجديد.
