راي

العزف على الأوتار ــ يس الباقر ــ عسكرية كاملة الدسم ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

ما أن قطعت قواتنا المسلحة والقوات المساندة لها شوطا كبيرا في تحرير الكثير من أراضي بلادنا الحبيبة وخاصة ولاية الجزيرة التي إكتملت عملية تحريرها والعاصمة التي لم يبقي منها إلا القليل جدا من جيوب للتمرد إلا وأن ظهرت بعض الأصوات هنا وهناك وبنفس الفهم التقليدي القديم والمزايدات السياسية وعمليات الإلتفاف هنا وهناك دون مراعاة لحجم المأساة التي حلت بالبلاد ولاتزال أثارها باقية وتبقي لسنوات عديدة حتي ينصلح النظام بالبلاد وإنتشاله من ماتعرضت له المؤسسات العامة والخاصة ومن ماتعرضت له المشاريع من تدمير وأصاب الناس من تأثير نفسي وجسدي يحتاج لفترة طويلة حتي يخرج هذا الأثر السئ من جسد الناس.
أظهرت هذه الفترة أن الكثير من الواجهات تريد أن تعود للحكم بطرق أو أخري أو تريد أن تدفع بواجهات أخري وظني أن كل هذا التجاذب هو التسارع نحو السلطة والحكم في هذه المرحلة التي يجب أن يكون كل همنا هو تحرير كل الوطن وماوجود هذه الجيوش الجرارة من السياسيين في ثغر السودان إلا للتودد والتقرب للحكام، ولنأخذ في الإعتبار تضحيات ألالاف الشهداء بالبلاد والذين خرجوا للدفاع عن وطنهم وأهلهم وخاصة في ولاية الجزيرة التي دفعت ثمنا غاليا في سبيل تحريرها مع القوات المسلحة والقوات الأخري فلا تكاد تجد قرية أو حي يخلو من شهداء قدمت الجزيرة ألالاف الشهداء وعشرات الالاف من الجرحي وبعض المفقودين وبعد كل هذا تعيدنا القوة السياسية لذات المشهد القديم في الخصومة الفاجرة فيما بينها حول حكم الوطن فكأنما الوطن ضيعة لهم.
فالوقت الحالي ليس مناسبا لظهور القوة السياسية بكافة ألوانها والبلاد في أمس الحاجة لتوظيف مواردها لإعادة تدمير ماخلفته الحرب وليس للفعل والبناء السياسي حاليا والذي يمكن أن يأتي ذلك لاحقا بعد فترة يقودها الجيش من خلال حكومة عسكرية كاملة الدسم وبمهام عريضة تعمل على إصلاح التدهور الذي حدث بكل المؤسسات وأعتقد أن القوات النظامية بها من الكفاءات مايمكن أن يقود دفة الوزارات الإتحادية والولائية وحكام الولايات بكل إقتدار فقواتنا المسلحة وقوات الشرطة وجهاز الأمن بهم من الكفاءات مايمكن أن يدير هذه الوزارات فهي أصلا لديها مؤسسات صحية يمكن أن يأتي منها وزير للصحة،ولديها مؤسسات هندسية يمكن أن يأتي منها وزراء الطرق و النقل،ولديها مؤسسات تعليم عالي يمكن أن يأتي منها وزراء التعليم والتعليم العالي،ولديها الكثير من أصحاب الرتب العليا الذين يمكن أن يتولوا مناصب ولاة الولايات وبعض الرتب المتخصصة التي يمكن أن تتولي منصب وزراء ولائيين كما حدث في بداية فترة الإنقاذ حيث دفعت المؤسسة العسكرية بولاة عسكريين كحكام للأقاليم ووزراء ولائيين وحتي أول برلمان كان يقوده عسكري وهو محمد الأمين خليفة فحكومة عسكرية لسنوات محدودة وبعدها يمكن أن تعلن عن قيام إنتخابات عامة لكل الكيانات السياسية ووجود حكومة عسكرية كاملة الدسم في هذه المرحلة الحساسة من شأنها أن توقف التجاذب بين الأحزاب والقوي السياسية وتوقف المهاترات وتمنح فرصة للقيادة بالعمل على إعادة مادمرته الحرب والإعداد للمرحلة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى