راي

نداء عاجل في بريد الفريق البرهان مشروع الجزيرة بين التعنت والإهمال ــ عبدالسلام العقاب ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

معلوم بالضرورة إن لا صوت يعلو علي صوت المعركة مع أن معركة التحرير لا تنفصل عن معركة معاش الناس ، فكلاهما وجهان لوطن واحد يسيران جنبا إلى جنب في سبيل الكرامة والعيش الكريم و لا أدل علي ذلك من قول الله تعالى الذي اطعمهم من جوع و آمنهم من خوف والحديث عن معاش الناس يقودنا مباشرة إلى الزراعة قاطرة الاقتصاد، ومنها إلى مشروع الجزيرة الذي يدخل مئويته وهو يرزح تحت إهمال لا يمكن وصفه إلا بالمتعمد

لقد تعرض المزارعون – كما بقية أهل السودان – للذل والهوان ونهب الممتلكات و التشرد و النزوح أبان دخول الدعم السريع لولاية الجزيرة
ومع تحرير الجزيرة من أؤلئك الاوباش الاوغاد عاد المزارعون إلى حواشاتهم و كل منهم صفر اليدين ليواجهوا المستحيل بدءا من استحالة الري ثم استحالة التمويل و لا يزال المزارعون يذكرون
،،السيد الرئيس،، تعهداتكم بتذليل الصعاب و ذلك عند أستقبالكم لمحافظ المشروع بمكتبكم ،، و استبشر المزارعون بتلك التصريحات،، إلا أن هذه الصعاب ما زالت تقف حجر عثرة أمام الزراعة فيما تواجه العروة الشتوية تعسفا كبيرا من الإدارات والشركات المعنية بالتمويل
فضلا عن جشع السوق الذي يرفع أسعار المدخلات إلى أرقام فلكية تجعل المزارع يتوقع الخسارة حتي قبل أن يبدأ زراعته.

أما بالنسبة للبنك الزراعي فقد كان مؤملا أن يقوم بدوره في توفير المدخلات وتبسيط إجراءات التمويل إلا انه فشل في ذلك فشلا ذريعا بل فرض رسوما مجحفة أخطرها رسوم الاستعلام و التي تبلغ 280 ألف جنيه ورسوم التأمين إضافة إلي دفع 10% من قيمة التمويل مقدما و هذا ما جعل كثيرا من المزارعين يعزفون عن زراعة القمح في هذا الموسم مع العلم أن إدارة البنك الزراعي تفعل ذلك و تشدد عليه و مخازنها خاوية علي عروشها
أما عن إدارة المشروع و رغما عن فشلها المشهود في العروة الصيفية فقد فرضت أتاوات بلغت خمسين ألف جنيه على كل فدان ذرة مع العلم انها لم تقدم للمزارع أي معينات سوى تقاوي منظمة الفاو و التي تم ترحيلها بواسطة المزارعون انفسهم و للأسف الشديد
ـــ السيد الرئيس ـــ فإن التحصيل يتم عبر شركة أمنية و بطريقة تعسفية لا تسمح بالحصاد إلا بعد دفع تلك الأتاوات
ثم أن إدارة المشروع رغم تخطيطها لزراعة 400 ألف فدان قمحا في العروة الشتوية واعلانها ذلك علي الملأ فإنها لا تستطيع تمويل 10 % من خطتها و التي تناولتها الوسائط اليوم وحتى هذه النسبة الضّئيلة تواجه خطر العطش لعدم تأهيل مواعين الري وهي تخطط وتعلم ذلك و تكابر

أما الحديث عن والي الجزيرة فكأن الأمر لا يعنيه في شيء مع أن مشروع الجزيرة هو سبيل كسب العيش لأهل ولايته • بل تكاد لا ترى للوالي أثرا •
السيد الرئيس
في زيارته للمشروع وجه رئيس مجلس الوزراء بجدولة ديون المزارعين التي لدى جهات التمويل لكن ذلك التوجيه لم يجد أذنا صاغية وكأنه كلام الليل يمحوه النهار في انتقاص واضح لدوره و بعدم احترام قراراته الملزمة
السيد الرئيس
إن المزارعين لا بواكي لهم ،، و ليس لهم إتحاد او جمعيات تنافح عنهم و تمنع عنهم الضيم الذي يقع عليهم
و لك ان تسأل عن سبب تأخر قيام جمعيات مهن الانتاج الزراعي بل من الذين كانوا يؤخرون قيامها ؟ ثم ان الحديث عن الترتيب لقيامها في هذه الايام ما هو إلا لإلهاء المزارعين عن مسألة التمويل و مداراة فشلهم في إنجاح الموسم الشتوي و من قبله العروة الصيفية
السيد الرئيس
إن الأمر في مشروع الجزيرة خطير ويتطلب تدخلا مباشرا منكم حتى يلحق المزارعون إن أمكن بالعروة الشتوية التي بدأت منذ غرة نوفمبر و الزراعة مواقيت
إن المزارعين يأملون في تدخلكم العاجل بما يعيد الثقة بينهم وبين الدولة.
أما عن الاحتياجات العاجلة لنجاح العروة الشتوية كما خططوا لها لتبلغ 400 ألف فدان فهي تحتاج فعليا للكميات التالية التي عجز الجميع عن توفيرها
– 20 ألف طن داب
– 24 ألف طن تقاوي
– 40 ألف طن سماد يوريا

و الذين عجزوا من موظفي الدولة عن توفير هذه الكميات فهم غير جديرون بالبقاء في وظائفهم إذ أن كل همهم أن يبلغ الشهر نهايته ليصرفوا مخصصاتهم وهؤلاء فليذهبوا غير مأسوف عليهم •

ختاما السيد الرئيس
فإن مشروع الجزيرة ليس مجرد أرض تزرع بل هو قلب السودان النابض
إنقاذه واجب وطني لا يحتمل التأجيل ومن يقف متفرجا على عطشه و عدم توفير مدخلات الانتاج فيه بل وإهماله إنما يفرط في حاضر السودان ومستقبله معا.
و الله من وراء القصد و هو الهادي لسواء السبيل
عبدالسلام العقاب

0914210983
wadalaqab@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى