راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ البحث العلمي والسياسات.. سلاحنا لمواجهة تحديات الأمن الغذائي ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

يشهد العالم تحولات متسارعة، وتأتي القضية الأهم على رأس أولويات الدول، هي تحقيق الأمن الغذائي، فالأمن الغذائي ليس مجرد توفير الغذاء، بل هو ضمان حياة كريمة واستقرار مجتمعي. وفي هذا السياق، يأتي المنتدى الثقافي العلمي الرابع لمركز البحوث الزراعية ليؤكد أهمية البحث العلمي في صياغة السياسات الزراعية، وتطوير الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن الغذائي في منطقتنا العربية.
لقد أكد الدكتور إبراهيم الدخيري، مديرعام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، على أهمية الصادرات الزراعية في توفير العملات الصعبة، ودعم الاقتصاد الوطني. وقد قدم مثالاً ملهماً بنجاح السودان في مضاعفة صادراته الزراعية رغم التحديات التي يواجهها. وهذا يؤكد أن بالإرادة والعزيمة يمكن تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الزراعة.
إن التحديات التي تواجه الأمن الغذائي في منطقتنا متعددة ومتشابكة، بدءًا من التحديات البيئية مثل ندرة المياه وتغير المناخ، ووصولاً إلى التحديات الاقتصادية مثل الاعتماد على الاستيراد وانعدام الأمن الغذائي. هذه التحديات تتطلب حلولاً مبتكرة وشاملة، تستند إلى أحدث التقنيات والبحوث العلمية.
إن البحث العلمي هو الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، فهو يوفر لنا المعرفة والأدوات اللازمة لتطوير المحاصيل وتحسين إنتاجيتها، ومواجهة الآفات والأمراض، وتطوير أساليب الري الحديثة، والاستفادة من الموارد المائية بشكل أمثل. كما يساهم البحث العلمي في تطوير السياسات الزراعية، وتحديد الأولويات الاستثمارية، وتبني التقنيات الحديثة.
إن مواجهة تحديات الأمن الغذائي تتطلب تضافر الجهود وتعاون جميع الأطراف المعنية، بدءًا من الحكومات والمنظمات الدولية وصولاً إلى المزارعين والباحثين. يجب أن يكون هناك تنسيق بين السياسات الزراعية وبرامج البحث العلمي، وأن يتم الاستثمار في بناء القدرات وتدريب الكوادر البشرية.
إن تحقيق الأمن الغذائي هو هدف استراتيجي لكل دولة عربية، وهو يتطلب منا جميعًا بذل المزيد من الجهد والعمل. يجب أن نستثمر في البحث العلمي، وأن ندعم المزارعين، وأن نطور سياسات زراعية مستدامة. فالأمن الغذائي هو أساس التنمية الشاملة والاستقرار المجتمعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى