Uncategorized

القاص عادل عوض يكتب ..قصة قصيرة جداً _ انتهي الزمن يا سادة _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

انتهي الزمن يا سادة

وبغتة صدر له “إعلان النهاية”، فحمل بوقه النووي ثم طار وطاف طواف الوداع الأخير حول الأرض، بقلب حزين. ثم بعد ذلك هبط على قمة الهمالايا .. وضع بوقه جانبا.. وقف متأملا الكون الجميل.. كان يردد “وقف شوية يا زمن”، حتي أودع هذا العالم الجميل. وقف شوية يا زمن لحظات.. كي أودع القارات والمحيطات.. وداعا أيها الباسيفيكي، وداعا أيتها الجزر الكاريبية، وداعا كبا كبانا والبرازيليات السمراوات.. وداعا موناكو وكان مهرجان الحسان .. وداعا أروبا العجوز و افريقيا مانديلا، وداعا أيها النيل العظيم وعلى ضفافه كانت كوش أولى الحضارات.
وقف شوية يا زمن ..

ثلاثة عشرة مليون سنة مرت كلمح البصر منذ أن كانت رتقا ففتقناه.. وقف شوية يا زمن لأودع النجوم والرموز التي جاءت ولمعت أثناء هذا الدوران.. وكم من نجم خبا بعد التماع.. وداعا كلاي وداعا بيليه وداعا مارادونا ومادونا وجينفر لوبيز وبوب مارلي ومايكل جاكسون ومهمد أوثمان حسن صالح وردي عظيم عظماء الفراعنة.

صفحات جاءت ثم انطوت.. رموز برزت ومضت..أسكندر الأكبر وجنكيز خان ونابليون بونابرت ..هتلر الألماني والمهدي ود الفحل سوداني… وداعا أيتها الرموز .. وداعا أثرياء الأرض قارون وأوناسيس وايلون ماسك وداعا أيها العلماء والفلاسفة والأدباء أرسطو طاليس، انيشتاين، جان بول سارتر وجان جاك روسو.. وداعا دافنشي وسلفادور دالي وداعا تولستوي وغارسيا ماركيز والطيب صالح وولي سونيكا الجوهرة والأسد.

وداعا أيتها الأرض التي كانت تنير ككوكب دري في كفة ميزان والسموات السبع في الكفة الأخرى لميزان ركب علي ظهر سفينة تسبح لمستقر لها.
ووداعا كل الحضارات مروي ونبتة، وحضارات اغريقية ورومانية وأنجلوسكسونية.. وداعا أمدرآمان التي لم تعد آمان.. وداعاً أيتها الأرض وداعاً الى الابد. وداعا لكل الازمنة والعصور التي مرت من حجري وعهد بخار وثورة صناعية بعدها رقمية وثورة الذكاء الاصطناعي الذي ملك الارض وزخرفها وصار قادر عليها..

ثم بغتة رأي في الغلاف الجوي ظلمة من فوقها ظلمة.. أحس بالذعر.. تلفت يمينا ويسارا ليعرف ماذا حصل.. فرأى الشمس قد كورت والنجوم اندثرت فأيقن أنه قد أزفت الازفة فأخذ بسرعه بوقه النووي.. داس على الأزرار ونفخ نفخة واحدة فدكت الأرض دكة واحدة.
وصار كل شيء هباء منثورا.
وأُسدل الستار وأنتهي الزمن يا سادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى