القاص عادل عوض بابكر يكتب ..قصة قصيرة جداً _ بكائية للوطن لكمال الجزولي ومحجوب شريف _ بعانخي برس

بكائية للوطن
لكمال الجزولي ومحجوب شريف

تابعت من مطرحي الأخير جميع مواقع التواصل الاجتماعي التي قامت بنقل خبر وفاتي..
حتى الحاقدين الذين كانوا يحسدونني أرسلوا بالبريد الإلكتروني رسائل التعزية وعبروا عن حزنهم لفراقي..
وبعد حين من الرحيل.. رأيت ثم رأيت .. ورأيت ثم رأيت ما لم أر من قبل.. ومن ثم رأيت صدفة كمال الجزولي ومحجوب شريف في نعيم وملك كبير.. صافحتهما بحرارة شديدة وشرحت لهما الدمار والخراب والفوضى التي حلت بالوطن..

فانهمرت دموعهما وبكيا بكاء شديدا.. وكتبا قصيدة بكائية طويلة في رثاء الوطن، وناديا إلى اليقظة والوعي والتضامن.

بذلت جهداً كبيراً لإرسال قصيدتهما عبر البريد الإلكتروني إلى المثقفين والسياسيين الأحياء، ولكن للأسف الإيميل لم يمر. حاولت بجميع الوسائل البرزخية الممكنة، ولكن مراراً وتكراراً يأتيني رد بريدي: “occurred error …Anالإيميل لن يمر لأن المثقفون و السياسيون السودانيون الأحياء صاروا صمٌ بُكم عميٌ لا يفقهون”.