جاءت ثورة ديسمبر بعظمتها، رافعة شعار ممجوج، يقود إلى التيه والهزيان (تسقط بس!!!)؛ فكانت لأقلامنا كلمات، جعلناها نصحاً وتناصحاً علنا نمنع سقوط الوطن في هاوية، الا،، عودة!! حيث قلتا (تسقط بس؛ بي فهم) …
سقطت، من حيث الشكل، لا المضمون، وجاءت الثورة بقائدها إلى هذه الولاية، والذي لم تختاره الثورة، ولكنه كان على حصانها المخضب بدماء شهدائها!!
لم تستمع شوارع الجزيرة الهادرة الغاضبة وقتها إلى نصحنا بضرورة، ملازمة الفهم للسقوط،، فكان التخبط، وسادت الفوضى، وشارفت الجزيرة ومن قبلها الوطن على الضياع…
جاءت قرارات الخامس والعشرين متدثرة بثياب الواعظين، علها تسهم في انتشال ماتبقى من الوطن، والشارع ظل يراقب، ومازال يُراقب!! والكل منقسم على نفسه، والجميع فئتين!! وبالتاكيد كلتا الفئتين لم تملا المراقبة في حذر…
ذهب والي الثورة بقرار، كما ذهب رصفائه،، وجاءت قرارات الخامس والعشرين بأمناء الحكومات بالولايات حكاماً، وللجزيرة نصيبها اسوةً بالاخريات..
تم إخراج حكام الانقلاب من خلال بوابات أمانات حكوماتهم الخلفية، وذلك عقب عقد نكاح المتعة الثاني، فما لبث حاكم الجزيرة وقتذاك اشهراُ معدودة إلا وطلب الطلاق، وقد كان له المراد،!!!
تم عرض الجزيرة في سوق نخاسة الحُكام الإداريين كعروس مومس، بعد أن وضعوا جميع مساحيق التجميل عليها، فما وجدوا ناكحاً لها سوى طلقوه منها سابقاً،، وبحمد الله اكتمل الزواج بطليقها مرة أخرى، واظنه كان زواجاً حلالاً مباركاً، فقد تزوجها بعد أن حللها غيره!!!
بالتأكيد هناك الكثيرين داخل هذه الجزيرة من أحفاد الذين يفرقون بين المرء وزوجه، وقد مارسوا الشقاق كثيراً، ولكنهم فشلوا وقتها، وما كانت لأمانيهم صدى إلا بعد ان توافقت مع هوى سلطان المركز والتي جاءت بعد أن عرف الحاكم في الجزيرة جميع اخطاءه، وبدا في معالجتها، ولكن حدث الذي حدث، وهاهو الترنح المؤدي إلى المجهول يعود مجدداً في ظل تكرار الاعفاءات معلومة السبب، وتلك جعلنا الزمان ننسى أنه كان لها سبب.
نعم الجزيرة كحال ستة ولايات غيرها موعودة بحكام جدد، ولكل حاكم في ظل هذا الزمن الخرافي صولته وجولته سلباً كان ام ايجاباً، ولكن للجزيرة غضبة نتمنى أن لا تطلقها بسبب هذآ التخبط المريع فهي الآن نمثل الحبل الضامن لتلاقي كل أزمات الوطن.
سعادة الوالي القادم إلى الجزيرة، ربما مرحباً بك، او ربما لا تجد ترحاباً يًليف بمقامكم!!
الأمر بالتأكيد متروك لكم وعائد إلى كيفية دخولكم إلى ارض الجزيرة إن كان بيمناكم أو بيسراكم!! ولكن نتمنى الحذر، ثم الحذر، فاللجزيرة ثوابت ترفض المساس بها إن كنت تسمعنا جيداً!!!!
بالتأكيد ليس كل اهل الجزيرة مع السيادة السودانية في قراراتها الأخيرة ، حتى ولو كانوا من اوائل المساندين لجيش الوطن بمالهم وابنائهم، والذي هي في عليته..
كما نحن في تمام اليقين بان هناك ايضاً من يعتقد الخير في كل ما تخرجه السيادة السودانية من قرارات،!!!
ولكن تبقى قدسية اهل الجزيرة لحالتهم ( المزاجية) باقية خالدة، وهي بالتأكيد لم تُبنى على فراغ اسفيري، ولكنها نتاج مراقبة وفحص دقيق ثم تقييم، وآخرها قتال عنيف من أجل الحفاظ عليها إذا استدعى الأمر..
ما نود الإفصاح عنه في ختام ما نكتب سعادة الوالي القادم بان للجزيرة عينين ولسان وشفتين،، و صمتها حيال جميع القرارات التي تحدد مصيرها وآخرها قرار توليكم ذمام أمورها،،، لم يكن نتاج ضعف، بل هو حالة مزاجية تعتمد على المراقبة الحكيمة للمواقف، وهي لم ولن تحكم عليكم ما لم تعرف نكهتكم، وطعم مزاقكم، ومن ثم يبقى الحديث بالتأكيد.
وهنا عليكم الدخول إلى هذه الولاية (برجلكم) اليمنى بعد أن تسموا الله، ومن ثم وقبل أي قرار غير مدروس عليكم بالنظر، وارجاعه كرتين، لتقييم الصالح من الطالح في رجال حكومتكم التي تنتظر قدومكم، ويجب أن تتحروا عدم تشابه البقر، أو اتخاذ القرارات الارتجالية التي تحمل مزاجية غيركم فتؤكد بأنكم سياسين بإمتياز، بالرغم من تأكيدكم غير ذلك..
بالتأكيد ذهب إسماعيل، وأمين عام حكومته بقرارات فوقية ، وتركوا خلفهم رجالاً بهم الصالح بأعماله وخدماته الشواهد والتي توافقت فعلآ مع مزاجية إنسان الجزيرة الذي يعشق ويهوى كل من يخدمه بإخلاص وطني، وهو على أتم الاستعداد للوقوف بجانبه والدفاع عنه.
وربما تجد الطالح الذي لا نفع يرجى منه، ولولا كرم واكرام أهل الجزيرة لرصفائهم سابقي الذكر لاخرجوهم نهارا وجهاراً والشمس في كبد السماء،،لذلك عليكم إكرام الرجال الذين اكرمهم الرجال، وعليكم كذلك ضرورة الابقاء على الصالح المعروف صلاحه بخدماته وحب أهل الجزيرة له، حتى تتمكن، ونستطيع معاً بناء الجزيرة الوطن.