شاهيناز القرشي تكتب … اخراج النازحين من الداخليات والمدارس والتضيق عليهم في الولايات ما الهدف منه؟ _ بعانخي برس
بعانخي برس

عجزت الحكومة السودانية متمثلة في العساكر الذين يقودون المرحلة عن تجهيز مناطق ايواء تصلح للحياة او حتى لا تصلح للحياة لكي تستقبل الفارين من جحيم حرب الخرطوم ،فلجأ هؤلاء المواطنون الذين تخلت عنهم الحكومة للحياة في المدارس والداخليات والكليات في ظروف لا انسانية ،هنالك جزء من الفارين يعيشون في ود مدني في مزرعة دجاج حرفياً اقفاص طينية بلا تهوية ولا يوجد ماء الا من البحر الذي يبعد اكثر من كيلو وحمامات لاتكفي الا لعمال المزرعة وليس لمئات الاشخاص.
وبعد الاستنفار ومطالبة الناس بالدفاع عن انفسهم وحراسة منازلهم ومطالبتهم بالعودة لطرد جنود المليشيا الذين يقيمون في منازلهم ، كانت الاستجابة لدعوة العودة شبه معدومة ومن عادوا قتل بعضهم (في شمبات) على يد المليشيا ،وبعضهم نزح مرة اخرى لصعوبة الحياة ،فقررت الحكومة التضيق على هؤلاء النازحين بطردهم الى الشوارع وجعل حياتهم الصعبة مستحيلة حتى يعودوا للخرطوم لتكتمل الخطة التي تفترض أن عودتهم ستصنع نصر للجيش ،تم طرد النازحين والتضيق عليهم في حلفا ،ومدني ،وبورتسودان ،واليوم القضارف ،ويتم تهديدهم كل يوم بفتح المدارس والجامعات حتى يخرجوا ،تفترض الخطة التي تذل المواطن انه عندما يعود سيواجه جنود الدعم السريع الذين استولوا على بيته فاما ان يقتله الجنود ويصبح عبرة لبقية العائدين ،وهنا يجبر المواطنون على المواجهة او يخرج الجنود للشارع فتصطادهم المسيرات ،وكالعادة هذه خطة هلامية خيالية لاتفترض الا افتراض واحد ساذج وهو دائماً ضد العدو ويظنوا امانيهم ستتحقق ،ماذا لو عاد المواطن وطلب من الدعامي المسلح أن يخرج ورفض أن يستجيب لهذا الاعزل من السلاح ، المنحول من نار النزوح والحروب؟ هل تظن أن الخيار الوحيد هو مقاتلة هذا المواطن للدعامي؟ ماذا لو فرض الجنود على صاحب المنزل أن يظلوا موجودون في وسطهم ؟ماذا لو ظل المواطن في الشارع وفضل ان لا يخوض هذه المعركة؟ هنالك عشرات المستجدات والمسارات التي ستفرض نفسها وذلك على حسب شخصية كل مواطن وطبيعة المنطقة فهؤلاء مدنيون غير مدربين ولا مجهزين للتصرف وفق خطة ،ولا تنسى أن هذا الشعب قد اختار من قبل السلمية ،واختار النزوح واللجؤ ،لم تكن الدماء يوماً خياراً للشعب السوداني ،انت تعقّد الامر أكثر عليك وعلى المواطن ،كفوا عن التعامل مع المواطنين كقطيع ابقار تسوقونه امامكم في حقل الغام ليفجرها ،يسقط من يسقط ويصل من يصل حتى تصلوا انتم سالمين ،توقفوا عن التضحية بالبلاد والعباد قرباناً لفشلكم المخجل .