ندي عثمان عمرالشريف تكتب .. *زيارة تحمل دلالات وطنية رفيعة: رئيس الوزراء يلتقي السيد محمد عثمان الميرغني* ــ بعانخي برس
بعانخي برس

في لحظة سياسية حرجة تتطلب استدعاء الحكمة والقيادات التاريخية ذات الوزن الوطني الكبير، جاءت زيارة رئيس الوزراء إلى الزعيم الاتحادي، السيد محمد عثمان الميرغني، لتشكل خطوة لافتة وذات أبعاد عميقة، تتجاوز البروتوكول السياسي إلى فضاء الرمزية الوطنية والاجتماعية.
السيد محمد عثمان الميرغني، زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، ومرشد الطريقة الختمية، ليس مجرد شخصية سياسية أو دينية عابرة، بل يمثل أحد أعمدة الدولة السودانية الحديثة، وأحد أبرز رموزها التاريخيين الذين ظلوا يلعبون دورًا متقدماً في تشكيل الوعي الوطني، منذ الاستقلال وحتى اليوم.
رجل جمع بين الإرث الديني المتجذر في المجتمع السوداني، والخبرة السياسية الطويلة في أحلك مراحل البلاد، وظل دائمًا على تماس مع قضايا الوطن، حاملاً لهمومه في كل المنابر الإقليمية والدولية.
زيارة رئيس الوزراء إلى سيادته ليست فقط اعترافاً بقامته السياسية والدينية، وإنما تأكيدٌ لأهمية الاستماع إلى صوت الحكمة والاعتدال في زمن تتقاطع فيه الحسابات، وتشتد فيه التحديات. فالميرغني، برصيده النضالي ومكانته الروحية وسط طيف واسع من الشعب السوداني، ظل رمزًا للتوازن والاعتدال والدعوة للحوار والتسامح، ورافضًا منذ وقت مبكر للعنف كوسيلة للتغيير أو فرض الواقع.
لقد خاض الرجل معارك السياسة بلا صخب، وتمسك دوماً بخيار السودان الموحّد المتسامح، ودعا إلى *وحدة الصف الوطني* وإعلاء المصلحة العامة فوق الطموحات الحزبية والجهوية الضيقة.
ولعب دورًا محورياً في العديد من محطات التاريخ السياسي السوداني، أبرزها اتفاقية الميرغني–قرنق في عام 1988، التي شكلت نواة لفهم وطني عميق لأهمية معالجة جذور الأزمات بعيداً عن منطق الإقصاء والتهميش.
في هذا السياق، تأتي زيارة رئيس الوزراء كموقف يحمل *رسالة تقدير وعرفان لرجل الدولة والمؤسسة، والزعيم صاحب الوزن التاريخي والشعبي*، وهي خطوة تلقاها كثير من المتابعين بإيجابية، واعتبروها مدخلاً ضرورياً لفتح مسارات التلاقي السياسي بين الأجيال، وإحياء تقاليد التقدير لرموز الوطن.
كما تؤكد الزيارة على ضرورة إشراك الرموز الوطنية ذات الرصيد الجماهيري والبعد القيمي في رسم ملامح المرحلة القادمة، خاصة في ظل الحرب الدائرة، وما تتطلبه من *رؤية ناضجة وخطاب جامع يعلي من شأن الوطن الواحد فوق النزاعات والصراعات.
الحقيقة التي يجب ان يعلمها كل سوداني وطني ان لقاء رئيس الوزراء بالسيد محمد عثمان الميرغني يعيد الاعتبار للرمزية الوطنية في الفعل السياسي، ويمثل دعوة صامتة لإعادة بناء الثقة الوطنية، والتأسيس على أرضية مشتركة يقف فيها الجميع من أجل الوطن، كلٌ من موقعه، ومسؤوليته التاريخية.