راي

أسامة عبدالماجد بوب يكتب .. الى السودانى لام دينق نوت شول : ورسالتك الموجعة بالمحبه للسودان ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

اطلعت على رسالتك المعنونة : إلى مجموع القيم الأخلاقية لشعب السودان ..
حزنت ليس لتجاهلك ممن تعتقد أنهم لسان حال شعب السودان ، إنما كان حزنى بسبب اعتزالك الكتابة ، وما وصلت له من ظنون .
لقد اتيت ، اخي وصديقي ، فى زمن مشهده قمئ ، صدمت فيه ، بما تحمل من مشاعر إنسانية نبيلة ،اتيت والشعب الذى تعرفه مغيب تماما ، مشرد كليا ، مابين نازح ولاجئ، وقتيل وجريح ، ومن ينتظر ، موتا مجانيا ، يأتيه ، حيث باق ، ومن حيث لا يحتسب. وباق فى أرضه التى أضحت وطنا بلا حياة وشعبا بلا وجود فى ظل حرب لم تبق ما يمكن أن يقال : حرفا أو جملة …
عزيزى أشول :
الوطن الان مذبوح من الوريد للوربد ، وينزف وجعا ودما..
وسادة المشهد من الطرفين هم أباطرة الموت ، وجلادو الشعوب ! ماذا تنتظر ممن يبقرون البطون ، ويرفعون الجماجم على اسنة البنادق، وينادون كذبا ،افتراء و ظلما : ان ( الله اكبر ) ؟! أو اؤلئك الذين يغتصبون ويقتلون وينهبون ويدمرون تحت ذات الشعار: ( الله اكبر ) ، والله ، جلت عظمته ، برئ مما يفعلون، ومما يأفكون .. ..
وسواد الشعب الذى تعرفه. اؤلئك البسطاء الانقياء ممزقون بين الشتات، أرضهم التى يعاودك الحنين إليها ، وسالت مشاعرك النبيله تجاه انسانها ، أضحت بركا حمراء ، وسماؤها تناثرت فوقها أرواح الشهداء …
تركوا أرضهم ومتاعهم وحروفهم وكل الكلمات الجميله ، التى طال انتظارك لها ، تاهت من قبح ما مر بهم من اهوال وأهوال …
ياابن ارضى ، لاتضع قلمك الان، فإنهم بحاجة إليك . والي قلمك ، وكلماتك المفعمة بالصدق. اكتب مخففا أو مؤازرا وتفقد بطيبتك اخوانك ، هناك فى جنوب الوطن .وضمد جراحهم من هول ما عانوا …
كان قيامة تقوم لتوها : يضيع الوطن ، والكل يفر الكل يبحث عن النجاة . البلد الذي كان آمنا ، يبحث عن السلام والطمأنينة ..
الكل ضاق بهم السودان الواسع الرحيب، السودان المضياف . حتى بات الكل يبحث عن بديل. من يفر مع أمه وأبيه ، اوصاحبته وبنية ، اعز امانيهم امان وكرامة ….
جفت المحابر وتاهت الحروف فكن راكزا حيث محبتك كن عونا لمواطنيك…لموطنك الاصيل …
السودان الاول ، والسودان الاخير . السودان الأوحد . لا عاش من يفصلنا ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى