راي

شمس الدين حاج بخيت يكتب الانهيار 2.. بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

شمس الدين حاج بخيت

*الانهيار 2..*

بدت صاحبة الواقع المؤسفة ذات الثمانية عشر ربيعا أكثر توهانا وهي تجول ببصرها كمن ينتظر شيئا! ! قبل أن تخاطب زميلتها في الجلسة المسائية داخل أحد الأندية الشهيرة بمدني حاضرة ولاية الجزيرة وسط السودان..(لقد انذرنا صاحب الشقة بدفع مبلغ الإيجار أو إخلاء الشقة غدا)!! قبل أن تعود ببصرها وتنظر باغراء نحو إحدى السيارات التي دخلت توا الي النادي وتشير بيدها ملوحة. (هاي). يهبط من السيارة شاب وسيم تبدو عليه آثار النعمة ويتجه مباشرة الي حيث الفتاتين حينها أشارت الي صديقتها فيما يعني اتركينا لوحدنا !!! هبت (ي) واقفة واقبلت على احتضان الشاب لكان هذا الشاب ارسل لها لينشلها من حيرتها واسرتها!! وقالت بصوت مسموع ويبدو أنها لاتخشى شيئا سيما ونحن جلوس جوارهم برفقتي بعض الأصدقاء…(أسرتي في ورطة الطرد من الشقة يا (ه) وهذا حرفه الأول ولا حل أمامنا سواك حبيب قلبي وجسدي)والكلمة الأخيرة رددتها باغراء وهي تغمز بعينها وتندو منه دون حتى أن تلتفت الي جليستها الأخرى أو من حولها من رواد. .قبل أن تستاذن صديقتها بالذهاب. مودعة. .في تلك اللحظة أمسك الشاب برفيقته (ي) وقادها الي السيارة القابعة بالقرب منهما على عجل ويدلفا داخلها سريعا قبل ان يبتلعها الظلام! !

هنالك الكثير من الأحداث المأساوية التي تعيشها الأسر والمجتمعات وعلى أثرها أفرزت عدد من التباعد والتفكك الأسري الذي يقود بدوره لتفكيك المجتمع بصورة أكثر بشاعة مما هو واقع الان وما خفي أعظم. .سادتي

ما يجب علينا إدراكه بصورة أكثر جدية من ذا قبل هو ذلك الخطر المحدق بالأمة جراء الآثار السالبة لحرب 15 أبريل الانهيار الأخلاقي الذي تزداد وتيرته مع ازدياد ذخيرة الحرب هنا وهناك التأثير السايكولجي على الشعب بدأ واضحا لجهة الضغط الاقتصادي الواضح مع نزوح وتشتت الأسر وتفرقها بين المدن والريف كل ذلك خلق بيئة خصبة لتمدد خطورة الانهيار الأخلاقي وفي الواقع العديد من الحقائق المؤلمة التي حدثت وتحدث الان بين مكونات المجتمع السوداني..تتمدد في كل لحظة من حياتنا ونحن في شغل شاغل بحثا عن الرزق والحياة مع غياب (الحياء)!! وتبدو الحلول هنا صعبة لكنها ليست مستحيلة مع غياب الدور التوعوي المنوط قيامه من قبل رجال الدين والعلماء والمفكرين إلا أن هؤلاء أيضا قد جرفهم تيار العصر وتقلباته ولا يبدو أنهم في سعي من أجل توقف تمدد سلطان الانهيار الأخلاقي والديني! !!!

لاحقا سنعود إن كان في العمر بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى