ٱدم ٱدم إيساي يكتب …… خطاب البرهان كما فهمت ، ما تسمعه هنا ، اتركه هنا عند القاهرة الخبر اليقين . جدة قد تقطع قول كل خطيب.
بعانخي برس
خطاب البرهان كما فهمت ، ما تسمعه هنا ، اتركه هنا عند القاهرة الخبر اليقين .جدة قد تقطع قول كل خطيب
شعر الكثيرون بنوع من الإحباط و خيبة الأمل بعد سماعهم يوم أمس لخطاب البرهان من داخل قاعدة فلامنغو البحرية بمدينة بورتسودان ، ربما سبب الإحباط هو ان البعض قد رفع من سقف التوقعاتهم ، فكانوا يأملون أن يأتي خطابه اقل حدة بشأن الحروب و الإستمرار فيها ، و يحدث إختراقا للأزمة المستفحلةبسب الحرب التي دمرت الخرطوم كما عبر هو نفسه عن ذلك عندما ذكر في ثنايا خطابه أن الخرطوم قد تدمرت و أصبحت خالية من السكان !!
لكن الخطاب جاء ناسفا لكل الرغبات و متجاوزا لكل التوقعات ، جاء محتشدا بالبارود و بعيدا عن اللغة التصالحية ، على عكس تماما من رؤية الدعم السريع بخصوص الحروب و مرحلة ما بعد نهايتها ، التي تضمنت خارطة طريق تلامس القضايا الجوهرية الممثلة في وقف الحرب و العودة لتفاوض ، بناء ، جيش واحد ، تسليم السلطة للمدنية ، هذه الرؤية تمت اعلانها قبل يوم من خطاب الفريق البرهان ،هو برأيي خطاب يؤسس لوضعية الدعم السريع في مرحلة ما بعد الحرب ، ثمة دلائل تشير إلى فرضية نية الدعم السريع في التحول لتنظيم سياسي يضمن به مكاسبه في حال دمجه بالجيش .
بالنسبة لي، لم استغرب من خطاب البرهان وسط جنوده بقاعدة فلامنغو و اصراره على الاستمرار في الحرب و رفض التفاوض مع الدعم السريع ، لأن برأيي أن خطابه يجب أن يقرأ داخل سياقه الزماني و المكاني ، زمانيا جاء الخطاب بعد أيام من خروجه من داخل القيادة العامة الذي اثار الكثير من التكهنات و التخمينات و التصريحات اليقينيه التي كلها أرتكزت حول وجود صفقة ما، و تفاهمات إقليمية ، لذلك من المعقول أن تكون لغته فيها نوع من التحدي و الحماس، أما بالنسبة للسياق المكاني ، فإن الخطاب تم داخل قاعدة عسكرية و وسط الجنود الأمر الذي يحتم على البرهان يتماهى مع روح المكان أن يكون الخطابه مباشرا و بلغة يفهمها الجنود و يتفاعل معها ، الهدف منها هو رفع معنوياتهم ، بعيدا عن اللغة السياسية المؤغلة في الدبلوماسية التي ترسل رسائل لداخل _ للقوى السياسية _ و تخاطب الخارج المتمثل في الدول الداعمة لإنهاء الحرب في السودان و العودة للعملية السياسية بهدف قيام الدولة المدنية ، لذلك يجب التعامل مع خطاب البرهان وفق القاعدة العسكرية التي تقول ( ما تسمعه هنا ، اتركه هنا ) .
بناء على ما سبق ، لا اتوقع أن الدول الراعية لمنبر جدة التفاوضي أو مبادرة الإيغاد سيبنون مواقفهم تأسيسا على خطاب البرهان الاخير ،
لأنها تدرك أن الجيش يملك رغبة في الاستمرار في منبر جدة ، لم يرفض بشكل رسمي ما جاء من توصيات في اجتماع دول جوار السودان الذي تم برعاية مصرية ، بالتأكيد أن قائد الجيش لن يصطحب معه حديثه الناري الذي اطلقه وسط جنوده ، في جولاته الخارجية التي ستكون القاهرة _ حسب المصادر _ محطته الأولى ، أطروحة القاهرة بشأن حل الأزمة السودانية متماثلة مع بقية المبادرات التي تنادي بوقف الحرب و فتح مسارات إنسانية لدخول المساعدات و من ثم الإنخراط في مفاوضات بهدف العودة للعملية السياسية ، القاهرة ذهبت إلى ابعد من ذلك هو جمع بين الجنرالين على طاولة التفاوض بدلا عن الوفود ، إذا مستحيل أن يذهب الفريق برهان القاهرة و هو خالي الذهن بالنسبة لمطالب القاهرة و رؤيتها للحل التي تتناقض مع خطاب قاعدة الفلامنغو البحرية ببورتسودان ، لذلك يجب أن نترك خطاب الفريق البرهان جنبا و نصوب انظارنا نحو القاهرة ، في القاهرة الخبر اليقين ، بالتاكيد جدة سوف تقطع قول كل خطيب .