راي

ندي عثمان عمرالشريف تكتب .. الجيش السوداني في عيده الـ71… حين تتحدث الأرض بلسان البسالة ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

في لحظة فارقة من تاريخ الوطن، نُشعل شمعة جديدة في مسيرة مؤسسة هي من أعمدة الدولة السودانية، جيشنا القومي، الذي يحتفل هذا العام بعيده الـ71. لكنه ليس عيدًا عاديًا، بل مناسبة تتجاوز الاحتفال إلى التأمل، والاعتزاز، واستعادة الأمل في وطن أنهكته الحرب، لكنه لم يفقد روحه.
الجيش… ليس مجرد بدلة وسلاح
جيشنا السوداني لم يكن عبر تاريخه قوة بطش، بل ظل عنوانًا للانضباط، والاحترافية، والانتماء للوطن لا للحكم. في كل محطة مصيرية، كان الجيش حاضرًا، ليس كطرف سياسي، بل كـدرع الأمة وسياج الأرض.
وما يميز هذه المؤسسة العريقة ليس فقط قوتها النارية، بل أخلاقها العسكرية، وحرصها الإنساني على حماية المدنيين، في ظروف تختلط فيها الجبهات بالبيوت، والمآسي بالصبر.
الأرض تتكلم سوداني
في معارك الكرامة الأخيرة، حين ظن البعض أن السودان قد انهار، انتفض الجيش كعادته، واستعاد الأرض قطعةً قطعة، وشبرًا بشبر، عنوة واقتدارًا.
لم تكن فقط معركة سلاح، بل معركة روح وهوية، أصرّ فيها الجندي السوداني أن يُعيد ما فُقد، لا لمنصب أو جاه، بل وفاءً لوطن اسمه السودان.
كم من مشهد رأيناه لجندي يخلع سترته ليغطي طفلًا نازحًا… أو يسقي مسنًا في العراء… أو يدفن شهيدًا لا يعرفه، لأنه فقط سوداني.
هذه هي إنسانية الجيش، التي لا تقل عن بسالته.
في هذا العيد، نوجّه التحية لجنودنا البواسل، في المتاريس، والنجوع، وعلى خطوط النار… الذين تركوا أسرهم، ليحموا أسرة الوطن الكبير.
نقول لهم: أنتم لستم مجرد قوة، أنتم القلب النابض للسودان… أنتم الدرس والقدوة والأمل.
وإن كنا نحتفل اليوم، فإننا نرجو أن يكون الاحتفال القادم في وطنٍ ينعم بالسلام، وتُعاد فيه هيبة الجيش الوطني المحترف، في ظل دولة مدنية تحترم تضحياته، وتمنحه مكانه الطبيعي كحامٍ لا حاكم.
كل عام وجيشنا فخرنا… درع السودان وسنده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى