راي

منى حمزة تكتب…. في بيوتٍ اذن الله ان يكون فيها الخير ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

عندما اندلعت الحرب كان ابلغ مافيها انها ازاحت القناع عن
الوجوه لتظهر بوضوح..وكشفت الاصل في المعادن الانسانية
ليظهر بريق معدن الذهب لكريم الخصال والاخلاق النبيلة
والقيمّ الاصيلة… من صداء الحديد لمعدن النفوس الضعيفة
والشحيحة والبخيلة التى لا يملىء عينها حتى التراب!!!
و ترىالكرم يفقر…والجود ينقص الموجود..

كريمي الاصل فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم لكل من قصدهم
بصلة قرابة او ضالي الطريق..
تقاسموا المودة والمحبة مع ضيوفهم قبل ان يتقاسمو قطعة
الخبز…تقاسموا الاحضان متسعة بالدفء قبل ان يتقاسموا الاِسِره..كريمي الاصل ابتسامتهم دواء ..وضحكتهم شفاء
وكلامهم الطيب مسكن للاوجاع والالم الذي اصابتنا به الحرب كريمي الاصل لا تحتاج معهم لشرح مصابك وتوضيح ما اصابك فهم جاهزون لِنصرة الملهوف وفك القيد من البلهموم
مكتوف،،،،

كريمي الاصل بيوتهم فيها سكينة اصلها الرضى الذي يتميزون به…ويسري اليك وانت بينهم فترضى بالمكتوب
وتستبشر الخير في اقدارك كريمةالاصل بيوتهم كلها خير
اركانها وجدرانها تسترك بالامان والاطمئنان طعامهم مهما كان بسيط فهو كله بركة وخير…وشعارهم(الجود بالموجود) و(الضيف بجي بخيره )
و(البطلع باليمين برجع ليك ثمين)وهنا المقصود ثمين القيمة
من حسنات في السماء وخلف بعشر امثال ما انفقت في الارض،،
طعامهم في الارياف بسيط ولكنه يشبع الجميع…وشرابهم بارد من ازيار يتنسم عليها الهمبريب.
من خير سعيتهم تشرب اللبن وتاكل الرايب والسمن واللحم
السمين وهم دائما يكرمون ضيفهم بذبح كبش سمين..ولا يهمهم الثمن…

في بيوتهم الخير الوفير من فيض زراعتهم وماحصدت ايديهم من المحاصيل …عينهم ملانة وشونتهم عمرانة(الشونة مخزن لحفظ المحاصيل
من قصد تلك البيوت يجد كل الخير لانها شُيدت بحب
الخيرو إختصها الله لعمل الخير .

في بيوت اذن الله ان يكون فيها الخير مأصل في الجذور
وشجرة الخير عندهم اصلها ثابت وفرعها في السماء بدعاء كل من قصد الخير عندهم فوجده…تلك البيوت تصنع الخير بالعطاء دون مقابل..وبالصدقات دون رياء…وبالسند لكل من حولهم دون جزاء..وبالرحمة للارحام وللجيران وللحبان دون
عناء بل بسجية طبعهم المعطاءة وايديهم التى تعلمت العطاء..
تلك البيوت مهما حدث من كرب او ابتلاء تجد ان بيوتهم محمية من رب السماء…فقوله حق (وهل جزاء الاحسان الا الاحسان)…وحتى ان كان في بعض الابتلاء امتحان وتخفيف
في ثقل الميزان!!!

والفرق شاسع بين بيوت اذن الله ان يكون فيها الخير وبين
بيوت نزعت منها البركة والخير…اصلها الشح والبخل واصحابها يسعون لاكتناز المال دون سترة الحال ..
لايهمهم الا انفسهم ويتخلون في وقت الضيق والحوجة عن
اقرب الاقربين…ويحسبون الحياة بالقرش والملين(الملين اقدم العملات كانت تستخدم في السودان) اصحاب هذه البيوت التى نزعت منها البركة لا خير في حياتهم تراهم
يلهثون بعناء يشيدون القصور الفارهة وخزائنهم بالمال والدهب مكتظة ومخازنهم بالاكل والشرب مختنقة ولكن بالرغم من ذلك هم جوعى ومرضى ولا يفقهون ان كل مايكسبون من مال بالشح والبخل يصير الى الفناء!! وان البركة والزيادة في العطاء.

ولكن البيوت التى اذن الله ان يكون فيها الخير وفي اهلها الخير.
ضيفهم مبرور وذنبهم مغفور وحياتهم بكل مايقدمونه من خير
باذن الله سرور وحبور..ولا يضيع لهم عند الله اجرا في كتاب مسطور… تلك البيوت التى اذن الله ان يكون فيها الخير.
وكتر خير الحرب العرفتنا بها وباصحابها!!!(بيت بت الطيب والاصل الطيب)

# من سلسلة إجابيات وسلبيات الحرب#[11]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى