
بعد نهاية الحرب في ام المدائن مدني كان لابد من
عودة الطيور المهاجرة لتعميرها واعادة الحياة اليها..
وقد كانت هذه الخطوة جبارة وقوية بمعنى الكلمة ولكن انسان مدني كان هو الاقوى والاكثر حباً وعشقاً وبراً بام المدائن مدني.
كانت المعادلة صعبة والخيار اكثر صعوبة لذلك الانسان الذي جبرته الحرب بالامس ليترك كل شي في مدني ويخرج منها فقط بروحه وارواح من يحب بحثاً عن الامان وبين العودة اليها بعد ان اصبحت آمنة ولكنه اصبح(صفر اليدين)فقرر ذلك العاشق ان يعود بالشوق والحياة والامل لمحبوبته (مدني)
مهما كلفه التمن!!!
فكانت العودة ووالعود احمد للبيوت والشوارع والاسواق
والجيران والاهل والاصدقاء والاحباء والاطلال والذكريات
والالهام ومعاني الجمال والابتسام وسر الابتسام وابتسم انت في مدني@@@
واجمل مافي هذه العودة عودة احبائها الذين وفقوا اوضاعهم المهنية والحياتية في دول المهجر او ربما في بعض
الولايات الامنة ولكنهم بالرغم من ذلك احبوا العودة لامهم ولبرها ولانها تحتاجهم ولانها(مدني)
فعاد اليها التجار وفتحوا المتاجر وعادت حركة البيع والشراء في الاسواق وانتعش السوق وامن المواطن حوجته من السلع
والغداء
عاد اليها المعلمون وخاصة اصحاب المؤسسات التعليمية الخاصة[مؤسسة الاوائل] وفتحوا مدارسهم بالرغم من خطورة
المجاذفة بهذا الاستثمار والذي ربما لا يجد العائد من هذا التحدي فالاسر مازالت خائفة من العودة ولكن صمد هذا الصرح لان ركب التعليم لابد من ان يمضي قدما ولابد للتعليم الخاص من مساندة التعليم الحكومي خاصة وان البنية التحتية لكثير من المدارس طالها الخراب.
كما عاد الاطباء الى مستشفيات ام المدائن مدني واعادوا تشغيلها واصلحوا خرابها ودمارها ليجد المرضى علاجهم واسعافهم بها وباشروا عملهم الانساني بامكانيات ضعيفة
وظروف شبه مستحيلة ولكنهم تحدوا المستحيل وركبوا
الصعاب بعودتهم هذه وعلى راس هؤلاء ابناء مدني (بدولة
قطر) اخصائي الكُلى الذين عادوا واقاموا مخيم مجاني لعلاج
مرضى هذه الشريحة الذين عانوا في الحرب وفقد الكثير
ارواحهم بسبب توقف مراكز غسيل الكُلى!!
فعاد الاشاوس من ابناء ام المدائن من الاطباء (بدولة قطر) وتركوا الغالي والنفيس ورجعوا لاهلهم وسندوا ضعفهم ووقفوا على مرضهم وسقمهم وحوجتهم.
رجع المهندسين والمقاولين واصحاب مغالق مواد البناء والتعمير ليقفوا على تعمير الخراب وتاهيل المدارس والمشافي
والمصالح الخاصة والعامة التي تاثرت بالحرب
رجع المهندسين وعلى راسهم(شركة علي حمزة ) اكبر شركات المقاولات الهندسية بالولاية ليبدأوا من حيث وقفوا قبل الحرب ليرسموا لام المدائن تخطيط عمراني لاجمل
مدينة لبست ابهى ثوب بعد التحرير والامان لتهتف للدنيا هناء
مدني هناء السودان@@@
رجع شارع النيل بكل ذلك الازدحام وروح الشباب على هواء النيل العليل ورائحة القهوة والبخور والعطور وصوت اصواتهم
وصدى التحدي والعزيمة فيها وهم يرددون[حنبنيهو]
وبايدينا نبنيك يابلدنا…اقسمنا لازم نبيك@@
بايدينا نبني ونعمر@@
بايدينا@@
من سلسلة ايجابيات الحرب والنفرة الشعبية#