مداد أخضر ــ ياسين الباقر ــ سلسلة المواقف الرحيمة في زمن الشدة(٤) ــ ولبحر أبيض سلام ــ بعانخي برس
بعانخي برس

ولبحر أبيض سلام…
كثيرا ماتكشف الأزمات المواقف الأصيلة ومعادن الناس وتبرز دور كل نحو مجتمعه ووطنه الصغير والكبير .
فعندما إجتاحت مليشيا الدعم السريع ولاية الجزيرة كان بها ٧مليون نازح من كل ولايات السودان تستضيفهم كل أصقاع ومدن ولاية الجزيرة وكان أكثر المتشائمين لايتوقع أن يجتاح التمرد ولاية الجزيرة لأشياء عديدة منها الجانب الإنساني والمتمثل في إستضافة العدد الكبير من النازحين وثانيها إنتشار الخدمات الصحية والتعليمية التي يستفيد منها كل السودان دخل التمرد إلى الجزيرة وقضي فيها على كل شئ وخاصة التدمير الذي طال المؤسسات الصحية والتعليمية وقطاعي المياه والكهرباء وهذه تمثل القاسم المشترك للخدمة التي يحتاجها كل المجتمع.
وبعد تحرير مدينة ودمدني وصلت العديد من المبادرات الداعمة لهذه الولاية من خيرين ومؤسسات عامة وخاصة ومنظمات بدءا من عملية ترحيل الوفود لولاية الجزيرة ،وحملات النظافة وإنتهاءا بإدخال الخدمات وفي عاصمة الولاية برزت الكثير من الخدمات من شباب بعض القري مثل مساهمة قري العريباب وحفيرة والقصيرة(العويضاب) في نظافة المدينة وأسواقها وبعض مرافقها.
ولكن تظل مبادرة ولاية النيل هي علامة بارزة من بين المبادرات التي شقت طريقها نحو ولاية الجزيرة لتساهم في عمليات مخلفات الحرب ونظافة الأسواق والمستشفيات وبعثت بأتيام هندسية وعمال ساهمت في تأهيل وصيانة الكثير من الأعطال لمولدات الطاقة الكهربائية (جنريترات)ببعض المؤسسات وأعطال المياه وغيرها فقد بعثت بطاقم هندسي وفريق للنظافة مدعوم بعدد من المتحركات وعمل هذا الفريق على عمليات النظافة والتأهيل بالمستشفيات ،وشارع النيل ،ومحلية ودمدني الكبري ،والأسواق،والتجميل،وبعض الطرق ،ونقل النفايات بالكثير من الأحياء وفي المستشفيات عالجت الأتيام الكثير من أعطال الكهرباء وصيانة بعض المولدات ،وطلاء ببعض المواقع .
وتظل هذه المبادرات من المبادرات الرائعة يشكر عليها أهلنا في ولاية النيل الأبيض حكومة وشعبا فهذا هو التعمير الحقيقي الذي يحتاجه الناس وليس سواه.
ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير .