راي

قولا لينا _ د/ محمد بشير الإمام _ خطة رواندا … نهاية حلم اللجوء في بريطانيا!!! _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

خطة رواندا … نهاية حلم اللجوء في بريطانيا!!!

ضجت وسائل الإعلام الرسمية و غير الرسمية في الأيام القليلة الماضية علي خلفية إجازة البرلمان البريطاني قانونا يسمح لحكومة ريشي سوناك بترحيل طالبي اللجوء من بريطانيا إلي رواندا و قد بدأت السلطات البريطانية بالفعل في احتجاز اللاجئين من الرجال و النساء بعدد من المدن من بينها ليفربول , قلاسكو و بيرمنجهام توطئة لترحيلهم في فترة تتراوح ما بين تسعة الي احد عشر أسبوعا وقد أشارت مصادر إخبارية إلي أن هذه الإجراءات شملت بريطانيا , اسكتلندا , ويلز و ايرلندا الشمالية و ذكرت وكالة رويترز ان رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك يريد اول رحلة للاجئين إلي رواندا في شهر يوليو المقبل فيما أشارت صحيفة التايمز إلي أن خطة ترحيل اللاجئين من بريطانيا ربما تتوسع لتشمل دولا أخري مثل بوتسوانا و ساحل العاج و كوستاريكا و أرمينيا .
و حسب وسائل الإعلام البريطانية فان عدد اللاجئين الذين يشملهم قرار الترحيل 52000 لاجئ قال عنهم ريشي سوناك ان ترحيلهم يوفر لخزينة بلاده المليارات علي المدي الطويل حيث أن نظام اللجوء يكلف بريطانيا سنويا ما يقارب 4 مليار جنيها استرلينيا .
أذا نظرنا إلي هذه الخطوة نجدها بلا شك نهاية مؤلمة لحلم اللاجئين الباحثين عن الاستقرار بعد أن تكبدوا مشاق السفر الطويل و عرضوا حياتهم لخطر الموت المحقق فمعظمهم بدا مغامرته من أدغال أفريقيا عبورا بالبحر الأبيض المتوسط علي متن القوارب المطاطية التي قذفت بأكثرهم إلي قاع البحر بسبب العواصف الهوجاء أو التحميل الزائد و غيرها من اقرب الطرق للموت و هم لا يبالون طالما أن غايتهم القصوى هي الوصول إلي بريطانيا التي تتنصل عن حمايتهم الآن بأسلوب يخالف الأعراف و المواثيق الدولية بوضوح و في مقدمتها اتفاقية جنيف للاجئين والتي يتضمن مبداها الأساسي عدم طرد اللاجئين أو إعادتهم القسرية إلي بلاد يمكن أن يواجهون فيها تهديدا خطيرا لحياتهم أو حريتهم و هاهي بريطانيا و رغما عن انف المنظمات الحقوقية و السياسيين في صفوف المعارضة البريطانية بل و قانون حقوق الإنسان البريطاني تختار رواندا ملجا جديدا لكل من وصل أراضيها طالبا الحماية و إعادة التوطين و المعلوم أن رواندا حاليا بها علي الأقل 170000 لاجئ معظمهم من دولة الكنغو تصف وسائل إعلامية حالتهم بالسيئة.
و مما يثير المخاوف علي مصير الفارين من جحيم الحرب و الجوع و الإذلال إلي رحاب العالم الأول حيث حسن الضيافة و احترام الإنسان و استرداد الحقوق المسلوبة التي لم يجدها المهاجر في موطنه أن بريطانيا تأتي بسابقة جديدة في التهرب من مسئولياتها الإنسانية و القانونية تجاه الأبرياء الذين لم يصلوا إلي هذه المرحلة من الإحراج لولا تدخل دول البغي و الاستبداد و علي راسها بريطانيا نفسها في شئون بلدانهم و إغراقها في أوحال الفقر و الصراعات المسلحة و تسليط ابشع أنظمة الديكتاتورية الظالمة علي شعوبهم لذا لا نستبعد في حال اكتمال مراحل خطة رواندا لا سمح الله أن تتجه دول أوروبية أخري لذات النهج البريطاني و تغلق الأبواب في وجه مهاجريها المتسللين إلي حدودها برا أو بحرا بلا أوراق رسمية فمثل هذه القرارات تبدا دوما بعبارات الاستهجان و الرفض إلا أنها سرعان ما تصبح مألوفة و يتقبلها الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى