قرية ودالنورة والثورات والفتيحاب
** ما حدث في ود النورة وما حدث بعد ذلك في الحارات ال١٨ وال٢٠ وال ٢١ وال ٣٠ وما حدث لإحياء الفاشر والمستشفى الجنوبي والفتيحاب ومصرع أهالي وأبناء الفتيحاب آخرهم الرجل الطيب النور الطيب إنما هو منهج و مخطط مدروس مؤده هو تهجير أهل السودان وتفريغه من كل عنصر لديه جذوره و أرضه التاريخية و وثائقه ومستنداته ولعل استهداف سجلات الاراضي و اراشيف المحاكم يشي بالاهداف الخفية والتي لم تعد خفية لهذا السلوك المدمر. إن التاريخ السوداني يحفظ لكل مكوناته أدوارها النضالية في مواجهة الغزاة و في نيل الاستقلال الخالي من شروط امم الكومنولث أو المحاور المنشأة تحت مظلة دول المؤسسات والمنظمات التي تمثل واجهات الاستعمار الجديد استعمار البقاء ضمن المعادلة البائسة دول تملك الموارد ترزح تحت اثقال الفقر والعوز ودول أخري تعيش على هذه الموارد و دول أخرى تستثمر منها و تصوغ منها رفاهيتها و بذخها . لقد تنادى سياسيونا و آباؤنا المؤسسين إلى استقلال كصحن الصيني ما فيه طق إشارة إلى رفضهم عرض بريطانيا إلى ضمهم إلى امم الكومنولث و لاحقا رفض البرلمان السوداني قرض البنك الدولي إذا ما اقترن بشروط تمس السيادة أو أن شروطه كانت ذات ربحية مركبة و كان ذلك وعيا مبكرا تخشاه القوى الاستعمارية لئلا يكون بؤرة إضاءة لدى شعوب العالم المستغل بفتع الغين فكان أن سلم أحدهم الحكم الديمقراطي إلى من قبل بالمعونة وفتح باب الديون والشروط المعجزة والذي ظل مشرع المصراعين منذ ذلك الحين.
الرئيس السابق عمر البشير رغم اختلافنا معه إلا أنه من الرؤساء القلة الذين صدعوا بلا جهيرة لأمريكا و حدد مقامها بما يسفل حذاءه. وكان السودان دوما حرا في اختيار حلفائه و تجاهل الوصاية والانقياد لذوي
الميول الاستبدادية وتسيير الشعوب في الخطوط المرسومة ذات الاتجاه الواحد .
قدم السودان الخبرات و اليد العاملة بطول الخارطة العربية وارجائها ومثل نموذج الحكم الوطني الالمع في دول الجوار ومثل بؤرة للوعي تخرج منها زعماء الهموا بلادهم انطلاق البناء و الكبرياء الذاتي ولا حاجة لذكر كم من الرؤساء عاش في السودان أو تلقى تعليمه فيه. وكان لا بد من تمزيق هذا النسيج المفرد و بعثرة خلاياه وموزايكه للقضاء على كل ذلك والاتيان بالنقيض المنقاد بائس الفكر والثقافة و الخلق. وبواضح القول تغيير الخارطة السكانية و إزالة انسانه من مواقع التأثير و ارسال إشارات التحرر والانعتاق .