
الكلمات القوية التي قال بها القائد كيكل في لقاء ابراهيم عبد الله حازت على رضا واستحسان اهل الجزيرة قاطبة بالرغم من بعض الحدة و التحدي في ذلك الخطاب و التي أغاظت آخرين خاصة بعد الشعبوية و الجماهيربة الكبيرة التي نالها القائد كيكل مما يغيظ آخرين لهذا الزخم الذي لازمه
مشروع الجزيرة هذه الارض المعطاء التي اعطت و ما بخلت جادت بما تملك و لم تستبق كان لها فضل بعد الله تعالى على كثيرين ممن يمسكون بمفاصل الدوله منذ قيام المشروع و سيظل فضله باقيا عليهم الى قيام الساعة
كان للمشروع بعد الله تعالى الفضل في تأسيس معظم الصروح التي شهدها السودان منذ ما قبل الاستقلال بل انه قد تم طرحه كضامن لإستخراج البترول في السعودية والامارات ،، ظل و طيلة سنين عمره والمزارع محل سر لم تناله من التنمية والنمو الا النذر اليسير بل ان التنمية في معظم قري المشروع تمت بالعون الذاتي والجهود الشعبية لمواطني المشروع
و لعل انسان الجزيرة محسود على نعمته التي انعم الله بها عليه وذلك من كثيرين من اهل السودان وهو ذاته المزارع الذي رفد خزينة الدولة بالملايين من العملة الصعبة من مبيعات الذهب الابيض وظل المزارع و حتي اليوم قابضا على جمرة المشروع متمسكا بحواشته والتي يعتبرها احد ابنائه او هي كذلك •
كل النهضة التي صاحبت تطور و تطوير كثير من المرافق في السودان لم يكن لمشروع الجزيرة نصيب منها و رغم كل هذا ظل المزارع الضلع المؤثر في مثلث الانتاج مع اخفاق تام في إدارته وادارة الدولة ممثلة في وزارتي المالية والري
تقاعس الري عن دوره المناط به في تطهير قنوات الري واصلاح ما تلف من حواكم و بوابات الري في الترع و المواجر و وزارة الري و هي حين تقوم بالتطهير و الإصلاح فليس ذلك هبة ولا منة منها حيث ظل المزارع يدفع بسخاء مقابل السقيا بالرغم من تجاوزات كثيرة جدا كانت تحدث في التحصيل من قبل الذين أوكلت لهم مهمة تحصيل رسوم الري و رسوم الادارة وقد تحدثنا عن ذلك وكتبنا في حينها عن تلك التجاوزات و وضعنا تصورا لتفادي تلك التجاوزات ولا حياة لمن تنادي
هذه الكلمات القوية التي قال بها القائد كيكل أخافت بعض متخذي القرار و كذا بعض متقلدي المناصب الدستورية ما حدا بالسيد محافظ المشروع أن ينبري دفاعا عن المالية التي لها مستشاروها و متحدثها الرسمي وكان اجدي أن يكون الرد مؤسسيا لا من اصحاب الحق المجاور و لعل السيد المحافظ في هذا يخطب ود الوزير لما يحقق به ما يرجوه لنهضة المشروع إذ أن نجاح الادارة من نجاح المشروع
وكما هو معلوم فإن السيد وزير المالية لم يترك محفلا اقتصاديا إلا و انبري فيه ليحدث العالم عن مآلات الحال في كل مرافق الدولة و بالطبع أكبرها مشروع الجزيرة بمساحته التي تفوق المليوني فدان
كان السيد الوزير كثيرا ما يدحض إفتراءات من يتحدثون عن مجاعة وكيف للمجاعة ان تحدث و بالسودان مشروع الجزيرة و الذي يقبل التحدي و الرهان بعدم حدوث المجاعة التي تزعمها الجهات ذات الغرض الدنئ
السيد الوزير و كما هو معلوم بالضرورة
فأنت وزير علي الجميع و المسؤولية الاقتصادية في الدولة تقع علي عاتقك و تعلم كما يعلم القاصي و الداني ان مشروع الجزيرة ومواطنيه من اكثر السودانيين تضررا من هذه الحرب ، حيث عمد العدو الغاشم لافساد الحياه في اوجهها المتعددة بما مارسه من قتل وسحل واغتصاب و سبي لحرائر كسبائك الذهب ليعرضن في سوق النخاسة في مدن أؤلئك الاوباش ذلك ما جعل الحياة جحيما و نزح اهالي الجزيرة خوفا علي أعراضهم أكثر من خوفهم علي ارواحهم واموالهم و من كان يظن ان انسان الجزيرة سيهيم على وجهه في فجاج الارض يبحث عن موطن يؤيه
أهل ولاية الجزيرة اكثر من غيرهم فقدوا الارواح وهي اغلى ما يملك الانسان ،، نهبت المليشيا كل شئ و لم تترك لهم شيئا يقتاتونه هذا غير ما فقدوه من الاثاث والمنقولات والانعام كل هذا (كوم) فلقد عمدت عصابات المليشيا الغاصبة الى مواعين الري فمنعت الاليات (ان وجدت) من تطهير تلك القنوات حتى صار الطمي والحشائش تغطي سطح الماء واصبحت المواجر والترع غير قادرة على جريان تلك المياه مما تسبب في خروج كثير من اقسام المشروع عن الانتاج في المواسم السابقة بل حتي الذين جاهدوا و زرعوا في تلك الظروف القاهرة كانت الطامة عليهم كبيرة بتحميل ذلك الانتاج في عربات الدعامة وبكل صلف وعنجهية و لقد كان ذلك تعاملهم مع المزارع في كل القرى بلا استثناء لم يتركوا لاحد مؤونة يوم مع الذلة و الإهانة و الضرب بالسياط لأخراج المواطنين من بيوتهم •
الجزيرة الولاية المشروع إنصهرت فيها كل اثنيات السودان و صارت مجتمعا واحدا إلا أنه للاسف أن بعض تلك الاثنيات سمعت (العواء فعوت) و رأت (غوايتها فغوت) و لم ترشد ،، شاركت تلك الاثنيات المليشيا أفعالها القذرة و ما رعوا تلك الأريحية التي بادلهم لها مواطن المشروع لذلك كان الاستنكار أشد ثم كان تحرير الولاية المشروع من دنس التمرد و استبشر المزارعون خيرا بان عهدا جديد قد أطل وان عهد الظلم والطغيان قد افلت شمسه وان الدولة قادرة على انتشال المشروع مما اصابه في بنيته التحتية والمزارعون حتى ان كانوا يملكون المال فانهم لا يستطيعون تأهيل هذه القنوات وتمويل الزراعة في عروتيها الشتوية والصيفية فكان لزاما على الدوله ان (تشيل الشيلة) و تتحمل التبعات بان تعمل في مقبل الايام علي تأهيل قنوات الري بالمشروع و كما هو معلوم فان الزراعة مواقيت والا فإنها ستفقد الزراعه في عروتيها فعلي الدولة ألا تبخل بهذا المال في سبيل اصلاح ما افسده الدعم السريع
وهنا لا ادافع عن القائد كيكل فاللقاءات الجماهيريه تحتاج للتعبئة بأن يلبي المتحدث طلبات الجماهير المحتشدة والتي تشكو ظلم ذوي القربي وهي والتي وصفها الشاعر بأنها اشد وقعا على النفس من الحسام المهند
وحتى لا يعيش المزارع الأمرين مره من الدعم السريع واخرى من دولته التي وهب لها هؤلاء المزارعون فلذات أكابدهم للدفاع عن الوطن فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
منهم من صعدت ارواحهم النفيسة الطاهره الى بارئها ومنهم من سقي تراب الوطن بدمه العزيز الغالي ومنهم الجريح والأسير والفقيد و في كل الاحوال فان هذا المزارع متمسك بارضه يرى بان اقل ما يقدمه من واجب لهذا الوطن هذه الارواح الطاهره
و نسأل الله تعالى ان يتقبلهم و يجعلهم في زمرة الشهداء في حواصل طير خضر
فإنه ولي ذلك و القادر عليه •