راي

عبدالسلام العقاب يكتب ..  في بريد السيد وزير الداخلية ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

لعل الوسائط الاجتماعية قد قربت جدا المسافة بين الجميع بل أزاحت الحدود و جعلت المخاطبة كفاحا امرا سهلا بل امرا متاحا
صديقي الاستاذ عبد القادر نور الدائم اهداني رساله بعث بها سعادة الفريق شرطه حقوقي دكتور الطيب عبد الجليل الى سعاده الفريق شرطه حقوقي بابكر سمره الذي تم اختياره مؤخرا من قبل رئيس الوزراء وزيرا مكلفا لوزاره الداخليه ولقد تناقلت الوسائط الاجتماعية خبر التعيين الذي نال استحسان كل الذين يعرفون سعادة الفريق خاصة الذين زاملوه او عملوا تحت قيادته و لقد ادى السيد الفريق القسم وزيرا للداخلية وانه قسم لو تعلمون عظيم
وفي كلمة مقتضبه بعد أدائه اليمين الدستورية تحدث عن هيبة الدولة وإعمال القانون و العمل مع زملائه في الوزارة للإرتقاء بالعمل الشرطي
إبتدر الرسالة بان السيد الوزير جدير بتولي المنصب. وان التكليف صدر وحال بلادنا تئن من وجع فقدان الحماية والأمن
و إنها أمانة لا يتحملها إلا الأقوياء
و تتطلب من صاحبها الحكمة والعدل والنزاهة والحزم المقرون بالرحمة.
و الرسالة من باب الأخوّة والنصح والمناصحة و أجزم أنها رسالة يمكن وصفها بأنها خير هاديا بعد الله تعالى بل أنها خارطة طريق إذ يوصي السيد الوزير
أن يجعل القانون سيد المواقف
و لا يضعف أمام الضغوط و الإملاءات و أن لا يميل نحو المجاملات والترضيات. فاحترام القانون هو أولي خطوات الحماية والأمن الحقيقي.
كما طلبه أن يكون قريباً من الميدان ومن مواقع تقديم خدمات الشرطة و أن لا يكتفي بالتقارير الروتينية المرسلة لمكتبه و هو يعلم نواقصها وحباكتها الخيالية. و ينصحه أن لا يدع التقارير المكتبية تحجب عنه واقع حال الشارع
فزيارات السيد لرئاسات شرطة الولايات ولإدارات ووحدات ومراكز الشرطة والاستماع للضباط والأفراد وجمهور الناس أصحاب المصلحة الحقيقيين، ومراقبة الآداء بنفسه تقوي الثقة ، وتكشف له مكامن الخلل والقصور والتقصير، وبؤر الفساد المهني والوظيفي الإداري.
ثم يطلبه الموازنة بين الحزم والعدل لأن مهنة و وظيفة الحماية والأمن لا يقومان على القسوة وحدها، بل على عدالة تطمئن لها النفوس، و عليه تطبيق القانون دون استثناء أو تمييز أو محاباة
كما حذره من بطانة السوء و ينصحه أن يحيط نفسه بأصحاب الكفاءة والنزاهة والقدرات العقلية المهنية العالية. فإن أكثر ما يفسد المسئول هم المحيطون به خاصة إن كانوا من المتملقين أو أصحاب المصالح الضيقة.
و السيدالوزير يعلم مسبقا أن حماية و أمن المواطن أمر لا يتجزأ و كل ذلك جزء من مسئولياته المهنية والأخلاقية.
و يطلبه بناء الثقة والشراكة مع المجتمع إذ إن بناء الثقة والشراكة مع المجتمع، أمر أساسي لنجاح وزارة الداخلية. و هذا لا يتأتي إلا بالعمل على تعزيز العلاقات مع مختلف فئات المجتمع، و الإستماع إلى مخاوفهم واحتياجاتهم. علي ان يكون لوزارة الداخلية منافذ مفتوحة ومتاحة للجميع، وأن تقدم وزارة الداخلية خدماتها للجمهور بشكل عادل ومحايد ونزيه
كما يتطلب النجاح التطوير والتحديث المستمر لوحدات وإدارات وزارة الداخلية؛ علي أن تكون من أولويات إهتمامات السيد الوزير التطوير المستمر والتحديث لوزارة الداخلية، بتدريب وتأهيل الكوادر البشرية، وتحديث الأنظمة والأساليب المهنية لمواكبة التطورات الحديثة في مجال عمليات الحماية والأمن، لتأمين وحماية أهل وأرض السودان.
كما أن التعاون مع الأجهزة الأمنية والقضائية والعدلية(الشركاء والنظراء الآخرين) يعزز وظيفة الحماية والأمن، بالتنسيق الفعال لضمان تحقيق الأهداف المشتركة
وعلي السيد الوزير تقوية البنية التحتية والدعم الحكومي التشريعي واللوجستي لوحدات وزارة الداخلية؛ بأن يولي جهده أولوية معالجة أسباب ومسببات ضعف الموارد البشرية في النوع والكم العددي للمورد البشري التشغيلي لخدمات وزارة الداخلية ومعالجة ضعف التحفيز المالي والضمان الاجتماعي للمورد البشري في وزارة الداخلية.
و بالوزارة وطنييون ومخلصون، ينتظرون من يثق فيهم، ويمنحهم فرصة الإبداع والعمل بروح الفريق. ثم يجب أن يكون تعزيز واحترام حقوق الإنسان أحد أهم الأولويات مع ضمانة تشريع قوانين فاعلة وعادلة، وقوانين صديقة في التنفيذ والتطبيق الإداري للقانون، علي ان يعامل الجميع بما في ذلك المشتبه بهم والمتهمون والموقوفون والمسجونون، بكرامة إنسانية واحترام، وأن حقوقهم الأساسية تُحترم فعلاً وتُطبق وفقًا للقانون.
و النصيحة الغالية إن المناصب زائلة لا تدوم، لكن الذكرى الطيبة والعمل النزيه، لا يزولان. و يطلبه ان يكون ممن يخلّدهم التاريخ بالدعاء والثناذ والشكر والعرفان،
و قائمة الشرف تضم من الوزراء ممن خلدهم التاريخ و صاروا أسماء في العمل الشرطي
ثم يزكيه بأنه أهلا لهذه المسؤولية، ويسأل الله أن يسدد خطاه ويثبته على الحق ويجعل في عهده خيرا للناس وحمايةً وأمنا للوطن ولأهله الشرفاء الكرماء.
ثم يذكره أن آداء مهامه كوزير للداخلية، يتطلب منكم التزاماً قوياً بالنزاهة والشفافية، واحتراما لحقوق الإنسان، وبناء الثقة مع المجتمع، وأن يكونوا ملتزمون بالتطوير والتحديث المستمر، والتعاون مع الشركاء والنظراء الآخرين.
ثم أما بعد
كان هذا مضمون رسالة الفريق للفريق و أجزم انه رسم له خارطة طريق ان هو عمل بها ستكون هاديا له بعد الله تعالى ،، و ان كان لي ان ازيد عليها أقول عليه ان يفعل كما فعل الاستاذ يوسف الزبير معتمد محلية الكاملين الاسبق و الذي كان يقابل المواطنين تحت الشجرة كل ثلاثاء بدون بروتكولات و بيروقراطية ،، مما أتاح له رفع الظلامات و قضاء حوائج الكثيرين الذين لا يأبه لهم أحد و ليست لهم واسطة تخدمهم و لا وسيط بينه و بين المواطنين الذين يستمع إليهم كفاحا بلا ترجمان و هذا ما جعله شفيفا لا يخشي النقد
ولك السيد الوزير أن تفعل كما فعل الرئيس الأسبق جعفر نميري بعمل صندوق يوضع في مكان بارز تتلقي فيه شكاوي المواطنين بكتابة ظلاماتهم و ان تفتح الصندوق بنفسك لضمان وصول الرسائل لسعادتكم فإن الوسطاء غالبا ما يجملون لك الواقع المرير ،،
السيد الوزير تتناقل الوسائط رسائل تحكي عن مصطلح أسموه (الجركلية) الذي اطلق على النهابين داخل ولاية الخرطوم و لقد دلت التحريات على انهم عصابات قديمة متجددة بعضها يحضرون من خارج العاصمة في حافلات ( شرائح ) تنقلهم من أطراف العاصمة إلى مركزها .
يتزيأون بأزياء القوات النظامية و يحملون اسلحة نارية ..
يتجولون طوال الليل في مختلف الطرقات لنهب جوالات و أموال و حلي النساء حتي أحذية المارة .
ومن تلك الرسائل من يخاطب السيد وزير الداخلية لحسم ظاهرة الجركلية و ينتظر قرارا حازما لحسم هذ الظاهرة.
سعادة الفريق بابكر سمرة وزير الداخلية ان النصح الذي قدمه لكم زميلكم سعادة الفريق الطيب قد حوت كل ما يعتمل عند الآخرين و تمثل رؤية السواد الاعظم عند الجميع
و قبل ان اختم السيد الوزير فإن هناك ظواهر لا اظنها غائبة عنكم و أخطرها اطلاق الاعيرة الناريةفي مناسبات الفرح مما يعكس مبروك عليكم للبركة فيكم وهذا يحدث في عموم السودان لايقتصر علي المدن بل حتي بوادي الوطن تشهد مثل هذا السلوك المميت
و بوصفكم وزير داخلية عموم السودان عليك إصدار الاوامر لكافة المواطنين و توجيه منسوبيكم حتي في نقاط الشرطة مؤكدا علي عدم استعمال السلاح الناري في كل المناسبات
ختاما أسأل الله العظيم لك التوفيق و السداد و ان يمنحك البطانة الصالحة التي تعينك علي اداء مهامك الموكلة لك
و الله من وراء القصد وهو الهادي لسواء السبيل

عبدالسلام العقاب
0914210983
wadalaqab@gmail.com
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى