إعلان التفاوض الذي صرّح به كباشي أطلق عدد من بؤر الصراع الجديدة داخل المجتمع السوداني وبين الناشطين، وذلك انعكاساً لما يحدث داخل المؤسسة العسكرية من اختلاف مواقف حسب الميول السياسية داخل هذه المؤسسة التي يجب أن لا يكون فيها أثر للفعل السياسي ولكنه (عارنا الوطني) الذي أنتج المليشيات القبلية والحزبية ولابد من استرداد شرف هذه الدولة بذبح السياسة والتمليش داخل الجيش.
التياران المتصارعان داخل المؤسسة العسكرية هما:
التيار الأول ويقوده سياسيون يجلسون خارج العاصمة ويريدون استمرار الحرب، وهذا التيار خسر كثيراً من المال والرجال، وإنهاء الحرب على طاولة المفاوضات يعني أنه سيقدم كقربان على مذبح جدة لأنهم من أشعلوا هذه الحرب دون أن يكون الجيش مستعد لها وغير قادر على خوضها من الأساس، والتسريبات تقول إنَّ الخسائر البشرية فيهم كبيرة جداً.
التيار الثاني وهو تيار محاصر داخل سكنات الجيش مهدد بخسارة الأسوار في أي لحظة أو بدانة تصيب أحدهم أو مجموعة منهم، هذا التيار يريد التفاوض لأنه يعلم حقيقة وواقع الجيش وسيخسرون حياتهم بلا فائدة، ولن أجحف حقهم وأستبعد أنهم يهتمون بما حدث للوطن وللمواطن من دمار وتخريب وخسائر، ولكن أستبعد الهم الوطني عن التيار الأول أولئك الذين ضل سعيهم وازدادوا ضلال .
الصراع بين التياران يعكسه الناشطون المؤيدون للجيش على وسائل التواصل الاجتماعي، والأيام القادمة وما سيحدث بين هؤلاء المتصارعون اسفيرياً سيعكس بدقة الحال بين التيارين في الواقع.
موقفنا نحن من التفاوض
أولاً حديثي لا يقتصر على دعاة لا للحرب فقط، إنما أشمل بحديثي كل من ليس له انتماء للتيار الاسلامي، حتى وإن كان ممن ساند ودعم الحرب، هذه مفاوضات أصبحت واقعاً إذا رفضتها فقد أخرجت نفسك من صنع الواقع الذي ستعيشه في بلدك، ضع عواطفك الغاضبة جانباً، وتعال بالورقة والقلم لنجري الحسابات.
ماذا نريد ؟؟
أولا نريد مؤسسة عسكرية متماسكة خالية من المليشيات كلها (دعم سريع، دفاع شعبي، وبراء بن مالك، حركات مسلحة)
ثانيا نريد خروج كل الضباط الذين ينتمون للإخوان المسلمين خارج جيشنا، وكل من يثبت أن له انتماء سياسي لاي حزب كان.
وإذا كان الكيزان يريدون أن يصنعوا مليشيا تتبع لهم فليبعدوا عن جيشنا الذي نصرف عليه من مالنا ونغذيه بأبنائنا، فهل جلس علي كرتي في بيت أمه وأبيه حتى يأتيه جيشه؟
ثالثا نريد حكومة مدنية قوية فاعلة تتمتع بالكفاءة مسنودة بالشعب
اذاً في حالة اكتمال هذه المفاوضات يجب أن تخرج بوضع ينهي تعدد الجيوش ويضع على الطاولة دمج هذه القوات وتوحيدها في أقل وقت ممكن وذلك بإشراف الأمم المتحدة وعبر آلية (الدمج والتسريح وإعادة الدمج) وهذا ما يجب أن ندعمه كشعب سوداني، فليس من المقبول أن ندفع كل هذه الاثمان في هذه الحرب العبثية، لنعود لنفس الوضع القديم (اخوان مسلمين مسيطرين على الجيش ومليشيات متفلته قادرة على زعزعة أمننا)
رأينا خطورة هذا الوضع عندما تم جرنا لحرب من أجل حزب، هذه خطورة وجود أشخاص داخل الجيش يساندون حزب بعينه، سيرفعون السلاح الوطني من أجل فئة بغض النظر عن مصلحة الوطن.
خروج الجيش من السياسة بشكل كامل وفوري ليتفرغ لبناء نفسه، وإعادة ترتيب صفوفه ويترك السياسة للمدنيين، إدخال هذا الجيش في السياسة والتجارة والصناعة أضعفه وجعله غير قادر على حسم مليشيا عمرها لا يتجاوز العشرين عام صنعها بيده.
اذاً في هذا التفاوض أنا أدعم المؤسسة العسكرية (اذا) طرحت اجندة تعيد لهذه الدولة شرفها وتضع السودان أولاً وتنظف القوات المسلحة السودانية من دنس الاخوان كل الاخوان (دقلو ، ومسلمين) .
اذا تخلينا عن المؤسسة العسكرية الان بسبب الغضب او لاي سبب كان ستفرض علينا اجندة الدعم السريع .