راي

شاهيناز القرشي تكتب …*لماذا غاب الاعلام الحربي عن المعركة الاعلامية؟* *هل الاعلام العسكري غير الرسمي اعلام داعم للجيش* _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

في هذه الاوقات الصعبة من عمر البلد والذي تخوض فيه مؤسسته العسكرية حرب داخلها وبين اجزاءها غاب الصوت الرسمي الموثوق الذي ينقل تقارير يومية او حتى تقارير راتبة معتمدة عن الاحداث على الارض، وتم استبداله باعلام غير رسمي يبدو في ظاهره داعم للجيش ولكنه في حقيقته داعم لفكرة (بل بس) ويهاجم كل من يختلف مع الفكرة حتى وأن كان من الجيش نفسه، اذاً تسمية هذا الاعلام بداعم للجيش هي تسمية خاطئة، هذا الاعلام الذي يشكل ضغط شعبي على الجيش عندما يقوم بتوزيع فكرة أن الانتصار سيتحقق اذا نفذ الجيش ضربة او هجوم على المكان الفلاني، وتطلق الهاشتاقات وتكثف النداءت ويغني الجيش المقطع الذي نادت به الجماهير، وتكون النتيجة لا شيء، او دعنا نسميها كما سماها قائد الجيش انتصارات غير مرئية، مع اني اعتقد أن التكثيف الاعلامي لتحرك ما يأتي بتوجيه من جهات لها تاثيرها داخل الجيش وتكون قد رأت من مصلحتها ضرب هذا المكان وذلك لتفادي اللوم على عدم فاعلية التحرك باعتباره تم بناءً على مطلب شعبي ووجد السند قبل التنفيذ، وهذا ايضاً امر مخل فالتحركات العسكرية تحكمها قواعد واضحة لاتحتاج للهتافية.

*فاعلية الوسائط في الاعلام*

كل من عارض الانقاذ في الفترة الاخيرة التي ظهرت فيها شبكة الانترنت يتذكر علو صوت المعارضة في المواقع وغيابها على الارض التي كانت خانعة صامتة، لم تكن المواقع انعكاس للفعل في الارض لذلك كانت بلا وزن، وعندما تحركت الارض لعب الانترنت دور مهم في نشر الواقع وليس الاكاذيب،

اذاً سيكون للإسفير دور مؤثر اذا كان انعكاس لحقيقة ما يحصل في الارض وغير ذلك سيظل حفلة إسفيرية تاثيرها على الارض صفري، وفي حالة وجود اعلام مضاد يكذب التضليل سيكون تأثيرها على اصحاب الغرض والذين تريحهم الأكاذيب ويرفضون الواقع فقط وكما يقول المثل السوداني(الزول بونسو بغرضه) هي مجرد ونسة تهلل و لأبطال وأفعال غير موجوده او ذات تاثير ضعيف فتضخمها للمحافظة على الجماهير الإسيفيرية الداعمة لبل بس .

*غياب الاعلام الحربي*
خروج الناطق الرسمي للجيش بتصريح عبر التلفزيون او عبر صفحة رسمية موثقة بأسمه ذلك يعني أن هذا خطاب الدولة الرسمي، ولذلك يجب أن لا يحمل اي لبس او تزوير يثبت عدم صحته بكل بساطة، سكت الاعلام الرسمي لانه لا يستطيع أن يكذب ويغطي على هذه الكذبه، ولا يستطيع أن يقول الحقيقة للشعب الذي سيطلب تغيير المسار بناء على الحقائق، فافسح الاعلام الحربي الطريق امام رواد البث المباشر من عسكريين ومدنيين والذين تتحكم فيهم جهات داعمة لبل بس بناء على مصالحهم المالية ، واختاروا لهذه المهمة اشخاص بعينهم تتوفر فيهم شروط معينة اول شرط واهم شرط هو غياب المستقبل السياسي حتى لايخاف من المحاسبة لاحقاً، والشرط الثاني القدرة على الكذب وتسويق الكذب بالعاطفة، فتصدر المشهد شخص مجهول ومغنية وبعض المغمورين اعلامياً، و ستلاحظ انسحاب شخصيات مثل ذو النون وعمسيب وعدد من الداعمين للجيش، تراجعوا عن الخط الاعلامي الاول وذلك مع خروج الحرب عن المدى الزمني المخطط له -72 ساعة- مع انهم يمتلكون ادوات للحديث، ومعرفة سياسية افضل بمراحل من اكبر مشاهير البث المباشر الحاليين ولديهم رصيد جماهيري وسياسي اكبر، ولكنهم لا يستطيعون أن يستخدموا العاطفة لقيادة القطيع بحيث تكون لغة الخطاب مع الشعب (اااي نحن ماعندنا جيش، ونحن عارفين مافي جيش، نعمل ليكم شنو يعني؟ )(امشي شيل السلاح ودافع عن مرتك وبنتك وبيتك لو ما دافعت عنهم مافي زول حايجيك يدافع عنهم) لن يستطيع المعروفين بشخصهم ووجوههم واسماءهم من الداعمين للجيش أن يسوقوا الشعب خلف فكرة بل بس ويضمنوا ان لا ينقلب عليهم القطيع اذا تغيرت الظروف ويواجهونهم بالكذب والتضليل ، اعتقد هؤلاء يتم توفيرهم لمرحلة افتراضية قادمة، مرحلة سيكون الحوجه فيها لشخص قادر على التحدث بشكل سياسي مقبول، وربما بعضهم لا يعي حتى الان انه (مقرش) حتى تتغير الظروف.

بالنسبة لي جميعهم يخدمون نفس الخط ويحركهم مكتب واحد، ولا استبعد أن حتى خلافاتهم تتم بالاتفاق، فاذا تم التحول لمسار جديد كان للسياسة فيه حظ اكبر سيقفذ المنسحبون عن المعركة الاعلامية الآن ألى المشهد بصورة الذي كان يعلم ما يفعل، وأنه عندما انزوى واختلف مع خطاب الانصرافي اختلف لأنه عليم وكاهن كبير ،

اذاً الانصرافي هو رجل المرحلة يمكنه أن يخبرك -الجيش سيطر على امدرمان كل امدرمان- و اذا تبين غداً ما ينفي قوله سيرد عليك (يازول انا امدرمان عندي تحررت، كلام القحاته والجنجويد ماتجي تقولوا لي هنا ، انا في شاشتي ماشايف جنجويدي مابظهر لي، والله جد، نقطة عربي انتهى) اليوم سمعت تسجيل للانصرافي تجاوز الساعة كان بثاً مباشراً يوم السبت 6/7 قال فيه فكرتين في أول اللايف وعكسهما تماماً اخر اللايف _اول اللايف قال من ينادي بالاطاحة بالبرهان ومن معه يخاطر بتفكيك الجيش، وفي اخره خون كل القيادات وهدد بالانقلاب عليهم، في اول اللايف قال للجيش اذا انتوا حاتنسحبوا من منطقة نبهوا المواطنين يغادروا حتى لا تغتصب النساء في اخره طالب المواطن ان يقاتل الميليشيا وهاجم من انسحبوا من قراهم واعتبرهم استجابوا لمحمد خليفة- لم تخرجهم الاشتباكات والمدفعية والخوف على النساء والاطفال بل اخرجهم محمد خليفة.

هكذا يقاد القطيع بتحريك مشاعر الغضب بالتلاعب والفرح بالاكاذيب، وتوجيه الغضب لجهة للقوى السياسية بدلاً عن الجيش، ولا بأس من تنفيس بعض الغضب بشتم القيادات وتخوينهم بين الفينة والاخرى، والافضل أن تخاطب القيادة بصفة الجمع _نحن بنقول ليكم اضربوا الكبري اسي بليل دا تضربوا- فيهتف الغاضب الاسفيري: اضربوا، ويذهب لينام سعيداً وتحت وسادته بعضاً من علف ولعاب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى