راي

شاهيناز القرشي تكتب …*العقوبات على السودان والتوتر الإثيوبي الصومالي المصري يهدد الشرق والشمال* _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

*شاهيناز القرشي*

لأول مرة في تاريخ السودان الحديث تبدو الحكومة المركزية راضية عن قرار اتخذه مجلس الأمن وهو قرار لتجديد العقوبات عليها ولكن هذا القرار يخدم الجيش في حربه ضد الدعم السريع بسبب حظر تدفق الأسلحة الى دارفور ومعلوم أن دارفور هي المنفذ الوحيد حتى الآن لإيصال الأسلحة للدعم السريع وخطورة القرار تأتي من معاقبة الكيانات والدول التي ستساهم في إدخال الأسلحة مما يعني تهديد لكل الداعمين للدعم السريع عسكرياً بأن تطالهم عقوبات مجلس الأمن ولم يستجب مجلس الأمن لطلب منظمة حقوق الإنسان التي طالبت بأن يشمل القرار كل السودان ويأتي هنا سؤال الغد ماذا لو اعتمد مجلس الأمن توصيات لجنة تقصي الحقائق التي اوصت بإدخال قوات حفظ سلام وحظر الطيران هل ستظل الحكومة السودانية معترفة بسلطة مجلس الأمن الذي تطالبه باستخدام نفس السلطة لمعاقبة الدعم السريع وداعميه؟ ام ستقول حينها أن مجلس الأمن أداة في يد قوى الاستكبار العالمي؟

هنالك تغيرات تحدث في العالم إذا كانت على صعيد الداخل الأمريكي المقبل على الانتخابات أو الحرب الروسية الأوكرانية وهذه المتغيرات لديها تاثيرات مباشرة وغير مباشرة على الاوضاع في السودان ولكن هنالك متغير إقليمي خطير يدور من حولنا
متغير زاد التوتر بين إثيوبيا ومصر بسبب اتفاق تم بين إثيوبيا وإقليم صوماليلاند أو ارض الصومال الإقليم الذي اعلن انفصاله عن الصومال من طرف واحد ولم تعترف الصومال بهذا الانفصال ولم يعترف به الاتحاد الأفريقي ولا الأمم المتحدة الدولة الوحيدة التي منحت الشرعية لهذا الانفصال كانت تايوان وهو اعتراف بلا وزن لأن تايوان ليست من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ،

وجاء الاعتراف الإثيوبي كثاني دولة في مقابل قاعدة عسكرية في منطقة بربرة الساحلية وميناء تجاري يطلان على البحر الأحمر بطول عشرين كيلومتر ورفضت الصومال هذه الخطوة واعتبرتها تعدي على السيادة الصومالية وسارعت مصر ايضاً لرفض الخطوة باعتبارها مهددة للتجارة في باب المندب و ستؤثر على ميناء السويس وربما تكون نقطة تهديد في حالة اندلاع مواجهات مباشرة بين مصر وإثيوبيا فتحركت مصر لتعقد اتفاقيات عسكرية بينها وبين الصومال وسترسل مصر جنود لتدريب الجيش الصومالي ورفع كفاءته وكذلك طالبت الصومال بسحب القوات الإثيوبية المشاركة في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال واستبدالهم بجنود مصريين ومصر أعلنت استعدادها لهذا الاستبدال،

هذا المشهد ينذر بمواجهة مصرية إثيوبية خارج أراضيهم كما جرت العادة ولن يكون هنالك مخلب قط افضل من السودان في ظروفه الحالية لينقل توتره وحربه لجنوب مصر بدعم إثيوبي ولشمال إثيوبيا بدعم مصري، وفي هذه الحالة ستستفيد الأطراف المتحاربة بهذا الدعم فستوسع مصر دعمها للجيش إذا كان هو حليفها المناسب والذي يحقق مصلحتها واما إذا فقد الجيش المناطق المتاخمة لإثيوبيا فسيتحول الدعم المصري لصالح من يحقق مصالحها وهو الدعم السريع وستكون قد ضربت عصفورين بحجر تخلصت من التهديد المحتمل على حدودها الجنوبية وضربت إثيوبيا وشغلتها عن المضي في خططها المائية والعسكرية،

اما إذا ظل الجيش مسيطر على الحدود مع إثيوبيا فستزيد مصر دعمها ليتحقق هدفها عبر حليفها الطبيعي وهو الجيش السوداني وستسعى إثيوبيا مع حليفتها الإمارات لتوفير منافذ سلاح بديلة عبر حدودها للدعم السريع يجنبهم العقوبات ويساعد الدعم السريع في توسيع رقعة الحرب ليهدد جنوب مصر وسدها العالي، تعقيدات المشهد الإقليمي والعالمي يقول أن استمرار الحرب سيجعلنا جزء من خطة أحدهم دائماً.

المؤسف أن نضع افتراض أن بلدنا العظيم سيكون مجرد مخلب قط تستخدمه أضعف دول العالم لتضرب بعضها وتجنب ارضها الدمار ولا مانع من تدمير بلاد من هانت عليهم ارضهم وشعبهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى