راي

*شاهيناز القرشي تكتب ..* *أسباب القضاء على الكيزان* ــ*بعانخي برس*

بعانخي برس

 

 

 

*شاهيناز القرشي*

في هذه الفترة، الحدث الرئيسي في المنطقة هو أمن إسرائيل، ومؤخرًا قررت إسرائيل وداعميها أن بقاء إسرائيل يعتمد على إيجاد مكان طبيعي لها وسط محيطها. ويقتضي ذلك تغيير بعض الأنظمة والقضاء على بعض الجماعات التي تعتمد في أيديولوجيتها الأساسية على تبني خطاب العداء لإسرائيل، حتى وإن كانوا يهادنونها سرًا. وعلى رأس هؤلاء جماعة حماس، النظام الإيراني، حزب الله، والإخوان المسلمين في السودان والحوثي، وجماعات إسلامية في سوريا.

دون الدخول في تفاصيل، من الواضح أن من تبقى من هؤلاء ولا يزال يشكل تهديدًا هم النظام الإيراني وبقايا حماس، والإخوان المسلمين في السودان الذين يحاولون استعادة كامل صلاحياتهم. وهذا يتعارض مع الجو الذي يجب أن يسود في المنطقة.

يجب أن تعلم أن هناك سباق تسلح في منطقتنا يجري بهدوء وسرعة، حيث طورت السعودية من سلاحها الجوي كثيرًا، وعقدت صفقة كبيرة على طائرات مسيرة متطورة لحماية أجوائها. ومصر تحاول تأمين البحر الأحمر بشراء قطع بحرية عسكرية، وتخطو الإمارات وقطر نفس الخطوات، استعدادًا للحرب القادمة التي ستخوضها إسرائيل ضد النظام الإيراني قريبًا. وذلك بعد أن درسوا نقاط قوته وعرفوا حجم ترسانته الحربية ومقدراته العسكرية والكثير من المعلومات المهمة.

حربهم مع حماس هي أقل الحروب خطورة بالنسبة لهم، لأن حماس تعتمد على الدعم الخارجي. وإذا استطاعت إسرائيل قطع هذه الأجنحة وإيقاف شحنات الأسلحة المهربة، ستعزل حماس وتقلل مقدراتها العسكرية. وهذا الأمر يقتضي التخلص من الإخوان المسلمين في السودان الذين لا يخفون قيامهم بتهريب السلاح لغزة. وكذلك سيشكلون خطرًا على ظهر إسرائيل في حربها المزمعة، لذلك يجب ألا يكون لديهم قوة عسكرية قادرة على لعب دور في الحرب.

وهنا سيأتي دور البرهان في اختيار موقع الجيش السوداني، هل سيتخلص من الإخوان المسلمين ويبعد السودان عن لعب دور جناح حماس، أم سيجبر أمريكا وإسرائيل على معاملتهم مثل الحوثي الذي أتوقع أن يتلقى ضربات قوية قريبًا. وفي الغالب، هذا ما طرح لبرهان في اجتماعه مع مسعد بولس. وفي الغالب، ستدعم أمريكا سيادة الجيش وتعزز قوته إذا قرر المضي قدمًا في القضاء على الإخوان المسلمين، وتحافظ على مصالح وأمن مصر الحليف الأبرز في الجوار السوداني.

أما إذا عجز البرهان عن القيام بهذه الخطوة، ففي الغالب سنعيش أسوأ السيناريوهات، إما بدعمهم لميليشيا الجنجويد أو بضربات إسرائيلية مباشرة كما سيحدث للحوثيين. وهناك سبب آخر وهو الرفض القاطع للإسلام السياسي في دول المنطقة، حتى مصر التي تدعم الإخوان المسلمين داخل السودان لديها شرط أساسي لاستمرار هذا الدعم وهو بقاءهم في خانة أعداء العالم، ووجودهم في حصار ورفض عالمي يرهن السودان وموارده لمصر.

دعم النظام المصري للإخوان السودان هو محافظة على السودان في شكله المحاصر البدائي قدر الإمكان، ولا يوجد نظام آخر سيحقق هذه الشروط لمصر إلا نظام الإخوان المسلمين. ومن هنا يأتي الخلاف بينها وبين الإمارات على سيناريوهات ما بعد الحرب، حيث تقتضي مصالح الإمارات بقاء الجنجويد كقوة موازية في حالة بقاء الكيزان ليضمنوا مصالحهم أيضًا. ولكن من الممكن أن تصل الإمارات لتفاهم مع الجيش في حال اختفاء الكيزان من المشهد دون الحاجة لوجود الجنجويد، فليس بينها وبين الجيش خلاف صفري مثل الذي بينها وبين الإخوان المسلمين.

نحن كشعب سوداني يجب أن يكون لنا دور يدعم الخطة الأمريكية في المحافظة على الجيش والتخلص من الإخوان والجنجويد وفرض حكومة مدنية تستطيع التعامل مع أطماع الجيران والإقليم وتقطع نمط الاستغلال وتجعل المصالح متبادلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى