شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ بيت السودان بالسيدة زينب: هل ما زال يليق بمراسم عقد القران؟ ــ بعانخي برس
بعانخي برس

لطالما كان بيت السودان بحي السيدة زينب بالقاهرة نقطة محورية للجالية السودانية، وشاهدًا على العديد من المناسبات الاجتماعية والرسمية، بما في ذلك عقود القران. ومع ذلك، ومع تزايد أعداد الجالية السودانية في مصر، يطرح السؤال حول مدى ملاءمة هذا المقر لإجراءات الزواج الرسمية، خاصة في ظل الازدحام الحالي وضيقه.
يشكل ضيق المساحة في بيت السودان عائقًا كبيرًا أمام الأسر الراغبة في إتمام مراسيم عقد القران الشرعية والرسمية. فالسلم الضيق والمساحة المحدودة غالبًا ما تسبب إرباكًا وتكدسًا للحضور، مما ينتقص من قدسية هذه المناسبة البالغة الأهمية. يضاف إلى ذلك، موقع المبنى نفسه في حي السيدة زينب، الذي يعج بالحركة والضوضاء، مما لا يوفر الأجواء الهادئة والمهيبة التي تتطلبها مثل هذه الإجراءات الرسمية.
أحد الجوانب الهامة التي يجب مراعاتها هو اختلاط الرجال والنساء في مثل هذه الأماكن الضيقة، وهو ما قد يتعارض مع القيم والتقاليد الدينية للعديد من الأسر السودانية، التي تفضل فصلًا بين الجنسين خلال هذه المناسبات.
لا تقتصر الحاجة إلى مقر جديد على عقود القران فحسب. فبيت السودان الحالي يشهد أيضًا ازدحامًا كبيرًا لإجراءات أخرى حيوية، مثل تسجيل الطلاب الممتحنين وتسليم الجوازات الجديدة. هذه الخدمات، التي تتطلب بيئة منظمة وواسعة، تعاني أيضًا من القيود المكانية ذاتها.
لذلك، يصبح من الضروري على السفارة السودانية بالقاهرة سرعة الانتقال إلى المقر الجديد في مدينة نصر. هذا الانتقال سيخفف الضغط عن بيت السودان الحالي، ويوفر بيئة أوسع وأكثر تنظيمًا لخدمة أفراد الجالية. ومن المهم أيضًا أن توضح السفارة مصير مبنى السفارة الأصلي في جاردن سيتي، وهل سيتم الاحتفاظ به أم سيتم التصرف فيه.
المقترح الأهم هو العمل على التخلص من بيت السودان الحالي، الذي لم يعد يلبي احتياجات الجالية، وشراء مبنى إداري آخر في موقع هادئ، تتوفر فيه سبل المواصلات بسهولة. هذا المبنى الجديد يمكن أن يخدم كمركز متكامل لخدمات الجالية، من عقود القران إلى خدمات الجوازات وتسجيل الطلاب، مع توفير مساحات كافية تضمن الخصوصية والفصل بين الجنسين، بما يتوافق مع التعاليم الإسلامية.
إن اتخاذ مثل هذه الخطوة يعكس اهتمامًا حقيقيًا باحتياجات الجالية السودانية في مصر، ويساهم في توفير خدمات أفضل وبيئة أكثر ملاءمة لمختلف الإجراءات الرسمية والاجتماعية. فهل ستستجيب السفارة لهذه الدعوات الملحة لتحسين ظروف الجالية في القاهرة؟