راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ اليوم الدولي للتعاون الشرطي: شهادة شكر وعرفان ودعوة لمستقبل آمن ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

يحتفل العالم في السابع من سبتمبر من كل عام باليوم الدولي للتعاون بين أجهزة الشرطة، وهو يوم ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو فرصة للتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه أجهزة الشرطة في حفظ الأمن والنظام، وتجاوز الحدود الجغرافية لمواجهة التحديات العابرة للوطنية. إن الجريمة والإرهاب لم تعد محصورة ضمن حدود دولة معينة، مما يجعل التعاون الدولي ضرورة حتمية لضمان سلامة المجتمعات.
وفي ظل هذا السياق، تبرز قضايا معقدة تتطلب وقفة تأمل، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية في مناطق النزاعات. ففي السودان، حيث عصفت الحرب الأهلية بكل مناحي الحياة، كان للشرطة السودانية دور بالغ الأهمية، وإن كان صعبًا وشاقًا. لقد أظهر أفرادها شجاعة وتضحية في مواجهة التفلتات الأمنية التي صاحبت الصراع، ووقفوا كدرع لحماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة، رغم الظروف الصعبة ونقص الإمكانات. لقد عملوا بجد لتأمين المراكز الحيوية، وحاولوا بقدر المستطاع منع عمليات السلب والنهب التي تفاقمت مع غياب السلطة المركزية.
إن الدور المرتقب من الشرطة السودانية في استتباب الأمن ومنع التفلتات بعد انتهاء الحرب سيكون محورياً وحاسماً. فبعد أي صراع، تزداد الحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة. يتوقع من الشرطة السودانية أن تكون في طليعة هذه الجهود، من خلال استعادة سيادة القانون، وتأمين عودة النازحين واللاجئين، ومكافحة الجرائم المنظمة التي تنشط في فترات الفوضى. إن نجاح هذه المؤسسة في المستقبل سيعتمد على قدرتها على التكيف مع التحديات الجديدة، وتأهيل كوادرها، وتوفير الدعم اللوجستي اللازم لتمكينها من أداء واجبها على أكمل وجه، بعيدًا عن أي انحيازات سياسية أو فئوية.
وفي خضم هذه الأحداث، لا بد من الإشادة بالدور الإيجابي والملموس الذي قامت به الشرطة المصرية. لقد فتحت مصر أبوابها لاشقائهم السودانيين الذين فروا من ويلات الحرب، وكان للشرطة المصرية دور بارز في حماية الجالية السودانية على أرضها. لقد أظهرت الشرطة المصرية مهنية عالية في التعامل مع الظروف الاستثنائية، ووفرت بيئة آمنة للمقيمين السودانيين، مما جعلهم يشعرون بالأمن والاستقرار في بلد مضياف. إن هذا الدور ليس مجرد واجب أمني، بل هو تعبير عن عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، ويعد نموذجًا يحتذى به في التعاون الإنساني والأمني.
وفي الختام، يأتي اليوم الدولي للتعاون بين أجهزة الشرطة ليذكرنا بأن الأمن مسؤولية جماعية، تتجاوز الحدود والمصالح الوطنية الضيقة. إنه يوم لتكريم الجهود العظيمة التي يبذلها رجال الشرطة حول العالم، وفرصة لتعزيز التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الأمنية العالمية، وتوجيه الشكر لكل من ساهم في توفير الأمان والسكينة، سواء كان ذلك في أوقات السلم أو في ظروف الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى