راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ الأبيض تتحرر: نصر يكتبه التاريخ بأحرف من ذهب ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

في ملحمة بطولية قل نظيرها، سطرت القوات المسلحة السودانية، مدعومة بالقوات المشتركة ومتحرك الصياد وطلائع الهجانة، فصلاً جديدًا في تاريخ السودان، وذلك بفك الحصار عن مدينة الأبيض، عروس الرمال، بعد قرابة عامين من الحصار الخانق الذي فرضته مليشيا الدعم السريع، حصار الأبيض الذي كان هاجسي، وتربطني بالأبيض تاريخ ممتد من حيث الولادة والنشأة والتعليم والعمل، وبالتالي المسكن والزملاء والأصدقاء والأسرة.
لم تكن لحظة فك الحصار مجرد انتصار عسكري، بل كانت لحظة فارقة تجسدت فيها أروع صور التضحية والفداء، حيث امتزجت دموع الفرح بصيحات النصر، وتعانقت بنادق الأبطال مع أيدي الأهالي الذين خرجوا عن بكرة أبيهم لاستقبال قوات التحرير.
لقد عانى أهالي الأبيض خلال فترة الحصار من ويلات القصف المدفعي وغارات الطائرات المسيّرة، التي لم تفرق بين بيت وسوق، بين مشفى ومدرسة، عامان من الجوع والحرمان لم ينجح في كسر إرادة شعب الأبيض، بل زاده صمودًا وإيمانًا بأن الفجر آتٍ لا محالة.
إن تحرير الأبيض ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو ضربة موجعة لمليشيا الدعم السريع ومحاولاتها فرض واقع جديد على أنقاض السودان، إنه إعلان صريح بأن السودان لا يقبل التقسيم، وأن إرادة شعبه أقوى من أي مؤامرة.
ومع هذا التقدم الاستراتيجي، تقترب القوات المسلحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية من هدفها التالي: فك الحصار عن مدينة الصمود والبطولات، فاشر السلطان.
في الوقت الذي يحاول فيه أعداء الوطن بناء أوهامهم في نيروبي، يكتب السودانيون سطرًا جديدًا في تاريخهم بدمائهم وصمودهم، لن تكون الأبيض إلا البداية، ولن يتوقف الزحف حتى تعود كل أرض سودانية إلى حضن الوطن، محررة من بطش الجنجويد، و مؤامرات القوى الخارجية.
إن فك الحصار عن الأبيض هو نصر لكل سوداني يؤمن بوحدة الوطن وكرامة شعبه، وهو رسالة واضحة بأن السودان لن يستكين حتى يستعيد كامل ترابه الوطني، وينعم بالأمن والاستقرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى