راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ازدواجية المعايير في جنوب السودان وتجاهل الحقائق على الأرض ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

تشهد العلاقات بين السودان وجنوب السودان توترات متزايدة، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية الجزيرة السودانية، والتي تلتها ردود فعل متباينة من الجانبين. وفي هذا السياق، تبرز تصريحات وزير خارجية جنوب السودان، والتي طالب فيها بتدخل المجتمع الدولي، كمحاولة لتوجيه الأنظار عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها حكومته ضد المواطنين السودانيين.
من المثير للدهشة أن دولة جنوب السودان، التي تشكو من انتهاكات مزعومة بحق مواطنيها في السودان، تتجاهل تمامًا الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها بحق المواطنين السودانيين على أراضيها. فبعد الأحداث التي شهدتها ولاية الجزيرة، شهدت جوبا ومناطق أخرى في جنوب السودان حملات انتقامية شملت القتل والاعتداءات الجسدية والنهب، وذلك بتحريض من قيادات جنوبية رسمية. ولم تسلم حتى السفارة السودانية في جوبا وأعضاؤها من هذه الانتهاكات، الأمر الذي يعتبر خرقًا صارخًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جنوب السودان تقدم الدعم للمليشيات المتمردة في السودان، حيث توفر لها الملاذ الآمن وتسهل عمليات نقلها وعلاجها. وهذا الدعم المباشر للمتمردين يمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار والأمن في السودان، وينتهك بشكل صارخ القانون الدولي.
على الرغم من الأدلة القاطعة على تورط جنوب السودان في دعم المتمردين وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المواطنين السودانيين، إلا أن وزير خارجية جنوب السودان يحاول عكس الحقائق، ويتهم السودان بارتكاب انتهاكات. هذه التصريحات تأتي في إطار محاولة لتضليل المجتمع الدولي وتجنب تحمل المسؤولية عن أفعاله.
إن تصريحات وزير خارجية جنوب السودان، والتي تطالب بتدخل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، هي محاولة يائسة للتغطية على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها حكومته. وعلى المجتمع الدولي أن يدرك ازدواجية المعايير التي تمارسها جنوب السودان، وأن يضغط عليها لوقف دعم المتمردين واحترام سيادة السودان.
على المجتمع الدولي أن يدين بشدة الانتهاكات التي ترتكبها جنوب السودان، وأن يطالبها بوقف دعم المتمردين واحترام سيادة السودان، وعلى الاتحاد الأفريقي أن يتخذ إجراءات حازمة لوقف التصعيد بين السودان وجنوب السودان، وأن يعمل على تحقيق المصالحة بين البلدين، وعلى اعلامي السودان أن يواصلوا جهودهم في توثيق الانتهاكات التي ترتكبها جنوب السودان، وأن يقدم هذه الأدلة للمجتمع الدولي.
إن الأزمة بين السودان وجنوب السودان تتطلب حلًا عاجلاً، وذلك من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة. وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في هذا الصدد، وأن يضغط على الطرفين للتوصل إلى حل سلمي وعادل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى