د. ياسر هلال الهاشمي
لا أدري لم تذكرت هذه المقولة وأنا أطالع مخرجات ورشة أقامتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السودانية خارج السودان.. ولا أدري ما المغزى من ذلك؟ ولعل وجود عدد كبير من مديري الجامعات ونوابهم خارج السودان هو ما دعا لهذا الأمر..
معظم الجامعات السودانية حاليا هاجر إداريوها للخارج لتبقى جامعة الجزيرة تغرد وحيدة ومديرها ونائبه ووكيلها وأمانة الشؤون العلمية وغيرها من العمادات المركزية تتفرد بأنهم جميعا داخل السودان..
في الوقت الذي تسابقت فيه الجامعات لإنشاء مراكز خارج السودان.. استهلت جامعة الجزيرة مشوارها بعد الدمار الذي تعرضت له بتدشين مكاتبها بمدينة كسلا حيث أصبح قبلة لكل منسوبيها الذين نزحوا من ود مدني وقل أن تجد جامعة متأثرة بالحرب فعلت ما فعلته الجزيرة..
وبدلا عن استئناف الدراسة بدول الجوار تبنت الجامعة خطين متوازيين أحدهما طويل داخل السودان والآخر قصير خارج البلد..
تبنت الورشة في شجاعة دعوة الأسر للعودة بأبنائهم لمواصلة الدراسة بالولايات الآمنة وهذا ما فعلته جامعة الجزيرة دون ضجيج أو دعاية إعلامية..
كليات مثل القانون والعلوم الطبية التطبيقية والطب وطب الأسنان والاقتصاد والعلوم الزراعية والغابات وكلها تتبع للجزيرة فعلت ذلك بل وامتحنت الطلاب في هدوء وسلاسة.. وفي الطريق كليات أخريات..
الورشة تبنت فكرة إقامة مجمع جامعي بدولة مصر وهذا تفكير غريب في رأيي.. يؤدي إلى إفراغ البلد من الطلاب ويشجع هجرة ذويهم لتزداد معاناتهم من حيث الإقامة بل وتشجع اللجوء غير المقنن للأسر السودانية..
أحدهم تواصل معي قائلا إن الجامعات السودانية المتأثرة بالحرب كانت حضورا في هذه الورشة وغابت عنها جامعة الجزيرة.. فقلت له جامعة الجزيرة حاضرة داخل السودان وكل طاقمها الإداري يتواجد حاليا في مبنى واحد ولا حاجة لها لأن تهاجر للخارج..
الم أقل لكم
قيافة وفايتة الناس مسافة؟