راي

د. موسى عبدالهادي عبدالله. يكتب… واقع إعلامي مرير! ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها السودان تتعاظم مسؤولية الصحفيين والإعلاميين في تشكيل الوعي العام وتوجيه الرأي نحو ما يخدم استقرار البلاد ويعزز وحدتها الوطنية لكن ما نراه اليوم من بعض الزملاء الصحفيين والاعلاميين يبعث على القلق إذ تحولت بعض المنصات الإعلامية إلى ساحات للتعبئة السياسية والمناطقية وبث خطاب الكراهية والتراشق مع السياسيين في معارك لا تخدم سوى مصالح ضيقة وتزيد من تعقيد المشهد الوطني
إن الكتابات التي تؤجج الصراع وتغذي الانقسامات لا يمكن أن تكون جزءا من الحل بل هي امتداد للأزمة وتكريس لحالة الاستقطاب التي تهدد ما تبقى من نسيجنا الاجتماعي والوطني فالصحافة ليست منبرا للخصومة ولا ساحة لتصفية الحسابات بل هي أداة للتنوير والتقريب وبناء الجسور بين المكونات المختلفة للمجتمع
الدور الوطني المطلوب من الصحفيين اليوم هو أن يكونوا صوت العقل والضمير أن يبتعدوا عن الاستقطاب وأن يلتزموا بالموضوعية والحياد وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار عليهم أن ينقلوا الحقيقة كما هي دون تزييف أو تحريف وأن يسلطوا الضوء على ما يجمع لا ما يفرق وأن يكونوا جزءا من مشروع وطني جامع يهدف إلى إخراج السودان من أزمته الراهنة.
الصحفي الوطني هو من يكتب ليبني لا ليهدم من يسعى لتقريب وجهات النظر لا لتأجيج الخلافات من يضع قلمه في خدمة الحقيقة لا في خدمة الأجندات الضيقة فالكلمة مسؤولية والصحافة رسالة ومن لا يدرك حجم هذه المسؤوليةالمجتمعية لا يستحق أن يكون في موقع التأثير الإعلامي.
إن السودان اليوم بحاجة إلى إعلاميين يملكون الشجاعة الأخلاقية..والمهنية الاحترافية..للوقوف في صف الوطن لا في صف المصالح الحزبية أو المناطقية بحاجة إلى من يكتبون من أجل السلام لا من أجل الحرب من أجل الوحدة لا من أجل التفرقة من أجل المستقبل لا من أجل الماضي.
ولعل أول خطوة نحو هذا الدور الوطني هي أن نراجع أنفسنا كصحفيين أن نسأل ماذا قدمنا لهذا الوطن وماذا أخذنا منه أن نعيد تعريف رسالتنا الإعلامية على أساس من المسؤولية والصدق والالتزام بقضايا الناس الحقيقية لا بصراعات النخب التي لا تنتهي

فليكن قلم الصحفي اليوم أداة للبناء لا للهدم صوتا للسلام لا للفتنة جسرا للوحدة لا للفرقة وليكن الإعلام في السودان جزءا من الحل لا جزءا من الأزمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى