راي

د/عبدالرحمن عيسي يكتب …يقظة جديرة بالرصد تتبادلها الأجهزة العسكرية والأمنية بالجزيرة بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

يقظة جديرة بالرصد تتبادلها الأجهزة العسكرية والأمنية بالجزيرة

✍🏻 د. عبدالرحمن عيسى

نكرر إنها الحرب التي تُلقي بظلالها السلبية على عموم المجتمعات المجاورة لها، فهل من سبيل للخروج؟؟؟

المظاهر الكارثية كنواتج طبيعية للحرب تتاتى في أشكال وقوالب متباينة، وفي الغالب ماتكون واضحة وضوح الشمس وسط المجتمعات الدخيلة عليها الا على الذين في أعينهم غشاوة أو أولئك المتعمدين ممارسة اللامبالاة!!!

مدينة ودمدني؛ صغر حجمها جعلها كتاب مفتوح يقرأ فقرات أمنها، وعدم استقرارها الجميع، ولكن بالتأكيد افرازات الحرب اللعينة اوجدت واقع مغاير كلياً بالمدينة يستعصي على معدومي البراعة والاحترافية التعامل معه وفهمه!!!

آمس البارحة برزت للسطح إحدى تكهناتنا الكارثية السابقة، حيث ساد الرعب فترة من الوقت كل المواطنين المتواجدين داخل سوق مدينة ودمدني، وظن الجميع أن الخرطوم همومها، ودمومها قد إنتقلت في غفلة من أهل المدينة إلى أرض الجزيرة المسالمة…

نعم كنت حضوراً وقتها كما كان الجميع في تمام الدهشة، والكل يسأل الله اللطف والتخفيف، وقد شقت أصوات غوث الذين لا ملاذ لهم سوى هذه المدينة عنان السماء، وهم يسألون الرحمن بقول،، يارب نمشي وين مع عيالنا تاني،،…

حقيقة الأمر؛ برعت الجهات الأمنية والعسكرية بالمدينة في تدارك الأمر، وقد برزت يقظتهم وتفاعلهم المشترك في تخفيف هول الصدمة على المواطنين…
ففي كسر من الزمن كانت الشرطة العسكرية، الاستخبارات، ومباحث الولاية تتحرك بخفة وبراعة المحترف داخل شوارع، ازقة ودهاليز السوق الكبير بغية اخراج المواطنين المراد تأمينهم من مواقع التماس، وفصلهم كلياً من الخلايا الاجرامية و معتادي الإجرام الذين هدفوا على زعزة السوق وكل من بداخله حتى يتسنى لهم تغنيمه (شفشفته) أو كما يسمونه،، وبالفعل وقعت بعض الضحايا في أيديهم، ولكن تمكنت البراعة العسكرية والأمنية من السيطرة على الموقف تماماً…

تعمدت معرفة الأسباب والدواعي التي كادت أن تنسف استقرار السوق والمدينة بأكملها، ولضرورة الأمر الذي جعل الأشياء تتشابه على المواطنين ومنهم من بدا فعلياً في التشكك بقواته الأمنية، بل هناك من أصبح يؤكد تارة بأن الأمر مسرحية خلقها العسكر للظفر بمقتنيات السكان، وتارة أخرى هناك من اتهم قوات الشرطة والمباحث نفسها بأنها ضليعة في الأمر، عليه كان لزاماً علينا التحري والتدقيق…

بدأت بالفعل وفوراً التواصل مع بعض الجهات الأمنية والعسكرية، لتجلية الأمر عبر تسليط الضوء على العديد من الأسئلة المنطقية..

*أخبرني احد القيادات بالشرطة العسكرية بأن هناك بلاغ وصل إلى مكاتبهم يؤكد حالة صدام بين بعض العساكر المنتسبين إلى* *الجيش وقوة من من شرطة المباحث بالولاية،، وعلى ضوء البلاغ تحرك فوراً تيم متكامل ومتخصص من أفراد الشرطة العسكرية بقيادة أحد الضباط، وانتشر في السوق، وقام التيم بعمليات اجلاء بعض المواطنين الذين كانوا في مواقع الحدث المستهدفة، ومن ثم تم إلقاء القبض على عدد من المتفلتين المنتحلين صفة العسكر، وعلى حد قوله ان الأمر قد تم بمشاركة وتعاون قوي وفق خطة عاجلة بين الشرطة العسكرية وشعبة* *الاستخبارت، فكانت النتيجة إلقاء القبض على عدد ثمانية من الأفراد المعتادي الإجرام، تم تسليمهم بالكامل إلى شعبة الاستخبارات التي أجرت معهم اللازم وكشفت هوياتهم ، ومن ثم عملت على تسليمهم إلى شرطة القسم الأوسط بمدني، حيث دائرة الاختصاص التي عملت بدورها على فتح بلاغات جنائية في مواجهتهم…*

*تواصلت في نفس الصدد مع أحد قيادات شرطة المباحث بالولاية، والذي احاطني علماً بكل الأسباب التي أدت إلى تصعيد الموقف، حيث أكد أن هناك عدد من معتادي الإجرام المعروفين عبروا أسوار المدينة، ومن ثم استقروا في إحدى العمارات الشهيرة بسوق مدني، والتي تعتبر *مجمع لبيع الجبنات، الشيشة والشاي، بالإضافة إلى أنها وكر من اوكار بيع المخدرات والحبوب بأنواعها المختلفة!!*
*أفاد محدثي بأن هناك بلاغ ورد لشرطة المباحث من أحد المواطنين، مفاد البلاغ أنه تمت سرقته بالقرب من تلك العمارة، وعقب تدوين البلاغ تحرك على الفور تيم من أفراد المباحث إلى موقع الحدث برفة المجني عليه،* *والذي تعرف فور وصولهم على السارق، ومن ثم طالب التيم المتهم بمرافقتهم إلى قسم الشرطة لاستبيان الأمر، ولكن كانت ردة فعل المتهم المقاومة لرجال المباحث، وقد شاركه فيها مجموعة من زملائه،، الامر الذي أدى إلى إصابة عدد ثلاثة أفراد من المباحث في الهجوم الغادر،،أحدهم تم طعنه بالسلاح الأبيض* *(السكين) في رجله والآخر تم جرحه في يده بنفس الآلة، والثالث تمت إصابته في وجهه بحجر ألقي عليه من أحد معاوني المتهم..*
*بالرغم من ذلك تمكن تيم المباحث من اقتياد المتهم إلى مباني شرطة المباحث، ومن ثم تجمع عدد من زملاء المتهم وتجمهروا أمام* *مقر شرطة المباحث بغية الهجوم عليه، وبعضهم كان ينتحل صفة أفراد يتبعون للقوات المسلحة الأمر الذي اجبرنا على إخطار قيادة المنطقة العسكرية بالجزيرة والتي لم تتوانى في تقديم يد العون والمشاركة الفعلية في حسم الأمر خصوصاً وان تلك الفئة تعاونت معها* *فئات أخرى وحاولت مهاجمة السوق لنهب المواطنين وترويعهم..*
*أكد محدثي في ختام حديثه بأن قوات المباحث بالجزيرة وتحديداً مدينة ودمدني تعلم تماماُ أهداف ومقاصد معتادي الإجرام المقيمين والوافدين لذلك هي في تمام اليقظة* *ومنتشرة في السوق بشكل كبير جداً، وقد أضاف قائلاً بأن إطلاق يد الشرطة والقوات الأمنية للعب دورها القانوني بقوة هو الترياق الأمثل لمثل هذه التفلتات…*

نحن هنا نختم بضم صوتنا إلى ضرورة تفعيل الدور القانوني، وتقديم كل المعينات للأجهزة الأمنية بالولاية وضرورة معرفة القيادات الأمنية بأن الجزيرة وتحديداً عاصمتها لم تعد هي في سابقتها، وإنما نزر كارثة أمنية، وجب أخذ الحيطة والحزر، والتعامل بمبدأ الوقاية خير من العلاج، والا فإن الخرطوم بكل ملامحها الكارثية الخربة ستكون حضوراً زميماً بيننا، وهذا ما لانرجوه أو نأمله..
كل الشكر والتقدير لحماة الوطن، كامل التجلة والاحترام للقوات الأمنية والعسكرية بمدينة ودمدني التي كانت جميلة، وحتماً ستعود إلى رونقها المشهود…

#لعنة الله على الحرب#

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى