د/ عبدالرحمن عيسي يكتب ………القاسم المشترك بين غزوة أُحد وأحداث (أُمغد) بشمال الجزيرة بعانخي برس
بعانخي برس
القاسم المشترك بين غزوة أُحد وأحداث (أُمغد) بشمال الجزيرة
✍🏻 د. عبدالرحمن عيسى
التاريخ الإسلامي جميل، وانتصارات الصحابة رضوان الله عليهم في معاركهم الإسلامية كانت ومازالت من الأشياء المفرحة التي وجدت اهتماماً كبيراً عندي، فمنذ زمن ليس بقريب ظللت شغوفاً بمتابعة ذاك التجسيد المشابه للحقيقة في فيلم الرسالة بنسختيه العربية والإنجليزية، وقد كانت اعيني تفيض من الدمع لعظمة أولئك الرجال…
حقيقة لا اخفيها وهي انجزابي العميق لكل مشاهد ذاك التجسيد الرائع، إلا أنني كنت أتجاوز عمداً متابعة جزء محدد يتعلق بمعركة (أحد) التي تعتبر وسمة سيئة للغاية عجز التاريخ الإسلامي عن تجاوزها!!!
نعم غزوة أحد كانت كارثة في ذاك الصنيع الذي قام به نفر من الرماة بإستعجالهم للحصول على متاع الدنيا من غنائم ومخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم،، فكان أن انقلبت موازين المعركة، وفقد المسلمين أسد مغوار قاهر عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأصيب الحبيب وكاد أن يقتل لولا تقديرات الله كما استشهد العديد من الصحابة وأولهم المخالفين لاوامر النبي صلى الله عليه وسلم .
عليه كان البحث عن متاع الدنيا خنجراً مسموماً اخترق خاصرة أحد، وكل من زار أرض الحجاز يجد مدافن أولئك النفر الميمون ما بين جبل الرماة وجبل أحد…
نعم الأمر درس شواهده قائمة حتى الآن، ولكن قليل منا المتعظ،!!
ظللنا في الجزيرة نصبح ونُمسي على وعيد وصراعات نفسية، عن محاولات دخول الدعم السريع إلى مدينة ودمدني عاصمة الولاية بعد ما استقر الحال بعدد منهم في الاتجاه الشمالي من أرض الجزيرة..
نعم يُخاطبنا المسؤول فينا بأن ما يتم تناوله لا يعدو أن يتجاوز حدود الإشاعات،، ويتوعد الذين يعملون على ترويجها بالحسم الشديد،، كحال وعوده المستمرة عن نظافة المدينة، وإنشاء مطار، وكبري جديد، وتوسعة الطرق،،،!!! ولكنها الحرب التي لا تقبل مثل هذه الأحاديث الحنجورية الانتخابية،، وللشعب بالتأكيد صغار يخشون عليهم الطوفان، لذلك سيظل التوجس والخيفة ملازمان له مابقي الخطر،، واظن أن الخطر ليس ببعيد، فهو في الداخل يعيث فساداً كما يفعل الدعم السريع خارج أسوار المدينة، وداخل عاصمة البلاد التي احالوها خراباً…
في الأيام القلائل الماضية التي شهدت فيها الجزيرة أزمة حادة في الوقود ومازالت،، كنا نتقاتل مع بعض المدعين انتسابهم زيفاً للقوات النظامية في إحدى محطات الوقود بمدينة ودمدني،، وقد كان المشهد بئيس حد التقذذ والكل يراقب حملة البنادق يتجاوزون ثغور القتال مع اخوتهم ويهيمون داخل المدينة بحثاً عن الغنائم من جوالين البنزين التي تجاوز قيمة الواحد منهم الخمسين ألف جنيه!!
وبينما المواطن في ذاك الصراع المرير من أجل لقمة العيش، وضد نهب ارزاقه واخذها كغنائم كما يفعل المرتزقة من مليشيا الدعم السريع!! فإذا بخبر اربك المشهد العام وخلق نوع من التوجس مفاده أن الجنجويد في مشارف مدينة الكاملين ومن حولها يتقاتلون مع الرجال الاشاوس من قواتنا المسلحة هناك…
حقيقة الأمر استحضرت بشكل سريع غزوة أحد، وجلت بخاطري حول ذاك المشهد الذي امقته واحاول تجاوز متابعته،، وبدأت اقارن بما قام به الرماة من مخالفة الأمر ونزولهم من الجبل بحثاً عن الغنائم،، وما بين مدعي الانتساب للجندية الشريفة الباحثين عن الغنائم في محطات الوقود،، فكانت النتيجة هو نفس الصنيع مع إختلاف أن أولئك صحابة رسول الله وهم اكارم بكل تأكيد..
الأهم في المقارنة القاسم المشترك الاقوى، وهو أن الرماة الذين كانوا في جبل الرماة هم أول من قُتلوا في تلك المعركة،، واكاد أجزم بأن هؤلاء الباحثين عن البنزين في محطات الوقود هم أول من سيُقتل إذا حمي وطيس الحرب وحدث ما لانتمناه…