المستشار عادل عوض بابكر يكتب …غزة وبابنوسة _ بعانخي برس

غزة وبابنوسة

يعتبر اليهود المتشددون أن أرض غزة أرض غير مقدسة، لكن حكومة نتنياهو ورجال الجيش يرون ضرورة اخلاء غزة وتهجير سكانها، بعد ما فعلت بهم حماس علي غرة ورشقتهم رشقات بعيون الصواريخ، وبقي نتينياهو مجنونُ من أول رشقة.
تعرضت مصر لضغوط شديدة من الدول الغربية لفتح حدودها والسماح بتهجير الفلسطينيين لسيناء، وقدمت لها اغراءات مالية شديدة لقبول ذلك.
لكن يبدو أن الرئيس السيسي قد تخوف من غضب الشعب المصري إذا سمح بالتهجير لسيناء التي حرروها بدماء شبابهم.
وربما أقتنع الغربيون أن اغراء المال وحده لا يكفي لإقناع السيسي والشعب المصري. لابد أن تكون هنالك أرض بديل لمصر. أرض بأرض. طقة بطقة كما يقول سماسرة الكرين. ورأي العم سام ومن خلفه اللوبي اليهودي أن تكون أرض السودان هي البديل لصحراء سيناء.
وجاء بلينكن الي السيسي بهذا المقترح.
بلينكن : ما تخافش يابيه … سيناء صحراء .. ما فيهاش فائدة .. كلها مهربي مخدرات. أنت حا تاخد أرض
السودان الخصبة.
السيسي : لا معاليك .. مش ممكن.
بلينكن : السودان ياريس.. النيل .. خزان مروي .. الروصيرص يابيه ..الأمن المائي ما تخافش.
السيسي : الشعب المصري ما حايابلش
بلينكن : لا .. أنت قولهم أرض الجزيرة ستستوعب 10 مليون فلاح مصري .. سيأكلو لحمة طرية ليل
نهار.
السيسي : بص يا خويه إقناع المصريين صعب
بلينكن : لا يابيه. أنت كلم د. أماني الطويل تكتب وتكذب أن أرض السودان هي أرض المستقبل والرخاء لأم الدنيا.. السودان حديقة خلفية لأم الدنيا… جمال عبدالناصر المجنون وصلاح سالم العبيط
هم من ضيعوا السودان.
السيسي : لكن الشعب السوداني ما حا يابلش هذا استعمار.
بلينكن : دا شعب طيب.. مسكين غلبان. ما حا يقولوا حاجة… نحنا لما فصلنا الجنوب لم يحتجوا ولم
يصرخوا.. إنهم صم بكم.
السيسي : بس ديل عندهم سياسيين من كلية غردون.
بلينكن : ديل كلهم ماتوا .. أخرهم د. منصور خالد.
السيسي : لكن عندهم مثقفين وسياسيين وقادة من جامعة الخرطوم.
بلينكن : ما تشيل هم .. ديل أفندية في دول الخليج منهمكون بجمع الدينارات والدراهم… يتلذذون بحليب
السعودية ويكتبون قصائد حب الوطن… لا شيء لديهم غير ذلك.
السيسي: تمام معاليك…تسلم تسلم… لكن كيف ننفذ البيعة .. اقصد الصفقة أو الاتحاد يعني. هل نذهب
للأمم المتحدة أو مجلس الأمن.
بلينكن : لا.. لا تلخبط ياريس، الأمم المتحدة للحكي والاستنكار فقط. مسألة السودان مسألة سهلة. نحنا
أشترين قادة الكوازنة وتجار الموز والأرازلة بسعر بخس.. سيخرجون غداً للشارع باسم
التحالف ورجال الأعمال للمطالبة بالاتحاد والاندماج مع مصر أم الدنيا.
ومطلوب منك أن تقبل طلب الاتحاد فوراً وبسرعة ترسل جيشك وتستلم البلد كما
أستلم الود حسني حلايب وشلاتين.
السيسي: واذا أعترض جيش السودان؟
بلينكن : لا ياريس… ما فيش جيش .. الرجال ماتوا في كرري. ديل هنباتة
بلينكن: لكن خد بالك معاي ياريس… دارفور ليست تبع الصفقة
ويرد السيسي غاضبا: ليه يابلينكن .. مش مقبول … دارفور .. جبل عامر.. الذهب واليورانيوم.
بلينكن: لا دارفور تبع أفريقيا… الزغاوة والفلاتة والبرنو لهم أصول من تمبكتو وبوركينا فاسو
وغينيا بيساو.
السيسي: لكن أنا عايز عرب دارفور مرتزقة في الجيش مصري.
بلينكن: مامشكلة نديك بدالهم العقاريين وقبيلة المامبو السوداني.
السيسي: طيب أهم شيء … ماهو نصيب الجيش المصري؟ .. الجيش مهم جدا معاليك.. نحنا ما بنلعبش
في الجيش.
بلينكن: طيب نعطي الجيش مشروع الجزيرة والزيداب والقاش وطوكر لزراعة القطن الفاخر.
السيسي: وتاني يابيه
بلينكن: كمان نعطي الجيش ميناء بورتسودان،
السيسي: وتاني يابيه
بلينكن : خلاص نعطيه شركة أرياب للذهب. كفاية خلاص؟
السيسي: وحياة أبوك شركة تانية زيادة للجيش
بلينكن: طيب نديكم شركة ألبان بابنوسة
السيسي: بابا مين؟
بلينكن: نوسة … بابا نوسة.
السيسي: آه نوسة حبيبتي.. حبيبتي نوسة
ويزغرد السيسي فرحا: تمام تمام معاليك .. نحنا موافقين .. متي نكتب الكتاب .. أقصد الصفقة ..تسلم تسلم
معاليك.. خليني أبوس ايديك ورجليك …. الله أكبر … الله أكبر… تحيا مصر… يحيا الجيش.

ويسدل عمال المسرح ستائر النهاية لمسرحية ” الحقيقة وضياع الوطن”